أتذكر تماما مشاعر السعادة والفرح التي كانت تنتابني عندما كنت طالبا في مراحل التعليم الأساسي بعد سماع أخبار بإلغاء يوم دراسي لسوء الأحوال الجوية مثلا، أو لوجود أعمال صيانة بالمدرسة وهكذا.

نعم كنت أشعر بالسعادة وأتمنى أن تطول الأجازة، كنت أتخيل أن الحصول على يوم واحد أجازة من الذهاب للمدرسة هو قمة السعادة.

تعالت في الآونة الأخيرة الأصوات المطالبة بإلغاء الدراسة والإمتحانات، والأمر ليس مقصورا على فئة الطلاب وفقط بل شمل الجميع من أهالي الطلاب.

بالتأكيد أشاهد وأتابع بإهتمام ما يحدث في العالم كله من تطور في الحالة الصحية، ولكن بالحديث والنقاش مع من يطالبون بذلك – وخاصة الطلاب – تتأكد أن الأمر كله ما هو إلا هروبا من المذاكرة والتعليم بشكل عام، إنه حقا لا يفكر للحظة واحدة في ظرف صحي أو ما شابه، كل ما يفكر فيه كيف ينتقل من عام إلى آخر بدون بذل أي مجهود يذكر، حتى يتم مراحل تعليمه الإلزامية وينتهي الأمر.

أقدر في المقابل مخاوف الأهل على صحة أبنائهم من النزول للطرقات والإختلاط مع العامة، وكلنا نمتلك المخاوف ذاتها بكل تأكيد.

ولكننا في المقابل نجد أن منهم من يسمح لأبناءه بالخروج والسفر مع أصدقاءه واللعب معهم أو الذهاب لدور العرض السينمائي وما شابه، ولا يجدون أي مشكلة في ذلك!!

ما بدأت ألاحظه حقا هو ظهور فئة من الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء تعتقد أن الأمور خرجت عن حد المطالب المعقولة، وأننا وإن كنا نحرص على سلامتنا الصحية – وهذا هو الأهم بالمقام الأول بكل تأكيد – فإننا لابد أن نحرص على سلامتنا الفكرية بنفس القدر وأن نسعى للتعلم وإكتساب المهارات المعرفية والذهنية بقدر المستطاع.

فما لا يُدرك كله لا يترك جُله

ما مدى تأثر التعليم في بلادكم بالظروف الحالية، وكيف تنظرون لظهور هذا "الهاشتاج" واستمراريته، خاصة مع أنباء عودة الدراسة والإمتحانات؟