هناك العديد من الشباب يرون أن عدم الحصول على مجموع مناسب يؤهلهم للدخول للجامعة التي كانوا يطمحون لها، أو عدم قدرتهم على اختيار التخصص الذي كانوا يريدونه بمثابة نهاية الطريق بالنسبة لهم، وأن مستقبلهم ضاع وانتهى.

لا شك أن هذا الأمر مؤلم ويصحبه شعور بالضياع وعدم الرغبة في الاستمرار، إلا أنني أرى أن هذا يعد بداية جديدة مختلفة تمامًا، بحيث يمكن استغلالها من أجل تحقيق الذات بطرق مختلفة عما كنا نفكر فيه، فالجامعة ليست الطريق الوحيد لك لتكون شيئًا مهمًا.

هل الدخول لجامعة معينة معيار للنجاح؟

وجدت خلال حياتي الكثير من الطلاب والطالبات منهم من استطاع دخول الجامعة التي يريدها ومنهم من لم يستطع، واكتشفت أن مرحلة الجامعة بالنسبة إليهم كانت مرحلة انتقالية فقط، وأن النجاح فيما بعد لم يكن له أي علاقة بجامعة بعينها.

بعض الطلاب والطالبات ممن دخلوا الجامعة التي يحبون ناجحين، لكن نسبة كبيرة منهم لم تكن تشعر بالرغبة في تحقيق شيء أكبر من هذا، لأنهم شعروا بالفعل أنهم حققوا الإنجاز الأكبر بدخولهم جامعة بعينها.

بينما البعض الآخر ممن حالت الظروف بينهم وبين دخول الجامعة التي كانوا يخططون لها لأسباب مختلفة، قد خلقوا لأنفسهم طريقًا آخر للنجاح، والأهم أن الشغف لديهم لم يتوقف أبدًا، فكانوا يحققون تطورًا جديدًا كل فترة.

وبالتالي إذا كانت الجامعة ليست الطريق الوحيد للنجاح، فما هي أساليب وطرق النجاح الأخرى؟

بحسب ما رأيته من حياة الطلاب والطالبات الذين مروا في حياتي، فأعتقد أن أول شيء قاموا به هو التوقف عن التذمر، ومن ثم البدء في البحث داخل الذات عن الشيء الأكثر أهمية ورغبة في فعله بالحياة، والبدء في وضع خطة لتنفيذه، سواء كان بأخذ دورات جانبية فيه، أو البدء بالتعلم الذاتي وغيره، أيضًا أرى أن الإنسان لا يجب أن يعيش بخطة واحدة في حياته، بل يجب دائمًا أن يضع خطة بديلة.

وأنت ما رأيك؟ هل مررت أو مرّ أحد من حولك بهذه التجربة من قبل؟ وماذا فعلت للخروج منها؟ وأين تقف الآن؟