العالم كله يقول العالم بعد كورونا ليس هو العالم قبله، لكن لا أحد يشرح لنا إلا على المستوى السياسي ومواءمات الدول مع بعضها والنظام الطبي، لكن ماذا عن التجارة؟ لا أحد يشرح تحديدًا شكل التجارة بعدها، ربما فقط بعض المنشورات عن كيف تستخدم التجارة الإلكترونية في فترة الحظر، وكيف تحسن وتطور، إلى أن فاجتنا شركة إنديتكس بإنها تغلق 1200 فرع لـ زارا وبيرشكا وتستثمر ما يقدر بـ 2.7 مليار يورو بالتجارة الإلكترونية.

فبحسب بعض التصريحات قالت شركة "إنديتكس" الإسبانية، وهي واحدة من أكبر بائعي الملابس بالتجزئة في العالم ، إنها ستستوعب ما بين 1000 و 1200 متجرًا صغيرًا بشكل أساسي ، مع تركز الخسائر بين المتاجر القديمة بخلاف العلامات التجارية زارا، حيث تشمل العلامات التجارية الأخرى شركة Bershka الإسبانية ، Pull & Bear و Massimo Dutti. ومن المتوقع أن تتركز عمليات الإغلاق في آسيا وأوروبا. حيث أن المبيعات انخفضت بنسبة 44٪ بينما ارتفعت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 50٪ على أساس سنوي خلال الربع ، وارتفعت 95٪ على أساس سنوي في أبريل. واضطر تجار التجزئة في جميع أنحاء العالم إلى إعادة تقييم نماذج أعمالهم خلال الوباء ، مع توقعات بأقدام أقل في المتاجر لفترة طويلة من الزمن. قالت ماركات الأزياء البريطانية Monsoon Accessorize and Quiz يوم الأربعاء إنهما ستغلقان فروعهما مع فقدان الوظائف.

فكرة إغلاق 1200 متجر ومحاولة الاستثمار أظن أنها بالتأكيد ستساهم في ازدهار التجارة الإلكترونية بشكل كبير، لكن ما الذي سيحدث لسوق العقارات في خضم هذه الأحداث؟

سوق العقارات كله قائم على مواقع المحلات التي تنشأ على ناصية الشوارع الكبرى، وجزء كبير من أرباح أصحاب العقارات يأتي من المحلات التي يمتلكها العقار في الدور الأول؟ هل سيأتي اليوم الذي نجد فيها أنه لا محلات أبدًا وكل شيء يتم عن طريق الطلب الإلكتروني؟ هل سيأتي يوم تتساوى العقارات كلها مع بعضها وتصبح فقط مؤهلة للسكن وليس بهدف إقامة المشاريع التجارية؟

هل تستطيع تخيل عالم عقاراته للسكن فقط وليس للمشاريع التجارية؟ هل سيأتي اليوم الذي يصير فيه لا فرق بين عقار وعاقر، ولا ناصية وناصية أخرى؟