مظاهر السعادة في مواقع التواصل الاجتماعي: إلى أي حد اصبحت خطرة مجتمعيا؟


التعليقات

في رأيك انت؟ كيف يمكن تجاوز هذه الظاهرة التي تجعل من مواقع التواصل الاجتماعي مجرد صورة خادعة، وكيف تنصح شخصا يتأثر بهذه المظاهر وبالتالي قد يتحول لمريض نفسي دون سبب حقيقي؟

دائما أطرح على نفسي هذا السؤال يا عفاف، هل تحقيق السعادة مرتبطة بمدى نظرة الأشخاص لنا؟ في بعض المرات تصلني رسائل من الأصدقاء حينما أنقطع عن النشاط في العالم الإفتراضي، يسألون ما إن حدث معي شئ سئ لأنهم لم يرونني أنشر صورا ولا أنشط بكتابات، لذلك أسئل الى أي مرحلة وصلنا إليها، لماذا عليا أنشر صورا حتى أظهر للناس أنني في قمة سعادتي حتى يصدقوا، ألا يمكن أن نكون سعداء ونحن لا ننشر شيئا.

لدرجة أصبحنا نحكم على الأشخاص من عدد الصور المنشورة لهم، وما طبيعة المنشورات التي يشاركونها، لنعرف عن طبيعة حالتهم، دعني أقول لك أن الأنترنت في شقها السلبي نجحت بكفاءة الى أوهامنا بالمظاهر وبالقصص الكاذبة وأثرت علينا بطريقة غير مباشرة.

سؤال الأهم يا عزيزتي عفاف، ليس كيف ننصح شخصا يتأثر بهذه المظاهر؟ الأهم هو كيف يمكننا أن نحمي أنفسنا من هذه الأوهام التي نراها بدون إرادتنا أحيانا، بمجرد أننا نفتح للموقع إفتراضي ما نلمحها؟

نقطة صحيحة وواقعية خاصة النساء تجد لديها مشاكل مع زوجها وتتنهد على يوتيبورز شربت قهوة ذهب في دبي وهي نفسها تلك المشاكل تكون السبب هي مواقع التواصل تظن انها الوحيدة التي تعيش البؤس وحين تخبرينها انها امور غير حقيقة فتقول فلاشرب القهوة في دبي كالاثرياء وبعدها مرحبا بالمشاكل

انت قلتها ستتركينها لحالها لانقد واطور نفسي اولا لان مثل هؤلاء كلما نصحتها الا و ظنت انك تحسدينها والا بدات تظن انها ناجحة وانت الفاشلة ربما لاننا نساء

هذه نقطة هامة لنقل ان الخيانة ونسب ارتفاع الطلاق قد تعززها هذه الصور الخادعة

الجميع يتأثر بهذه المظاهر الخداعة، ويتأثر سلبا ومع مرور الوقت تبدأ لا اراديا بالشعور باكتئاب وحالة من الحزن وعدم الرضا تغمر حياتك، وتفقد معنى السعادة في كل شيء، مهما أنكرنا بأننا نتأثر ومهما تظاهرنا بالقوة والرضا ومهما سمعنا من هؤلاء المشاهير عن أن هذه مجرد لحظات عابرة من حياتهم ولا تمثل حياتهم الحقيقية، إلا أننا ننسى هذا ونركز في الصور البراقة شديدة الاكتمال.

الحل الوحيد برأيي هو تجنب هؤلاء الأشخاص تماماً، لأنه حرفيا لن تنتفع بأي شيء من متابعتهم، أن يركز الإنسان على بناء نفسه ومستقبله ويتجنب مراقبة الناس، لا يهم ماذا ارتدت تلك وأين ذهب ذلك في عطلته الصيفية، ومجوهرات أحلام وحبيب هاندا الجديد وانفصال فلان وعلانه، كل هذه الأمور لا تعيننا ويجب أن ندرك بأن كل هذا مضيعة لوقتنا...

هذا تطلع أشعر أنه يقترب إلى الخيال، حتى مع تمكن الفرد من ضبط نفسه هل يُمكن ضبط سلوك الآخرين وهذا يمكن ملاحظته في حالة بُعد الشخص عن المتابعة سيجد في محيطه مَن يُتابع ويتحدث أو يظهر له بصورة إجبارية عن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي -وإن كان لا يهتم بالمتابعة-، فالأمر يشبه وكأننا في بحر ونحاول نحمي أنفسنا من البلل وهذا بالتأكيد مع ضرورة غرس القيم الصحيحة التي تدعم بناء الشخصية على النحو المنشود.

صدقني يا عمرو بأن هذه الطريقة الأسلم، بالطبع أوافقك في موضوع غرس القيم والاقتناع والرضا، ولكن فكرة المتابعة المستمرة تجعل على الأقل العقل الباطن يدير تفكيرك، لسنا بتلك القوة ولا نستطيع التحكم بكل أفكارنا، صدقني بأني لا أتابع هؤلاء الأشخاص وتصلني أخبارهم بشكل ما ولكني لا أتابع التفاصيل واليوميات وهذا ما يرهق العقل والنفس ، ليس صعبا على الإنسان أن يقوم بإلغاء متابعة هؤلاء الأشخاص أبدآ، ستعتاد على رؤية كم بوست عام منوع ولكن تغرق في تفاصيل حياة آخرين ....

الفيليلم واقعي وللغاية سمعت عن كثير من الأسرات التي تكون سعيدة لكن مجرد اطار فارغ..

ومسألة اخرى هي ان الحسد والعين قد تكون السبب في المشاكل احدى يوتيبرز اعرفها كانت ثرية للغاية وحامل لديها طفل وزوجها فعلا من اطيب خلق الله وبسبب ما تعرضه من حياتها وامورها الخاصة اجهضت ثم توفي زوجها في حادث سيارة وبعدها باشهر مات ابنها بسكتة قلبية وكانها لعنة حلت عليها..

هذه الظاهرة التي نظنها خطرة على طرف واحد وهو المتابع قد تكون خطرة حتى على المؤثر نفسه

حقا؟ امر غريب الا تظنين ان هذا يشكل خطرا على حياة احدهم؟

انت محقة

لكن هناك أشخاص أعرفهم حدثت لهم سلسلة حوادث أسوأ و هم لم يكونوا محل حسد أصلا.

لا يجب أن نبحث عن حادثين على التوالي لشخص مشهور لنقول أنها حسد و عين، فهناك مئات الآلاف غيره لا يحدث لهم ذلك و هذا فشل ذريع جدا في البديهيات الإحصائية.

شخص يقول أن قطه مات بسبب عين جاره الذي قال منذ شهرين أنه كالثلاجة لأنه بدين و أبيض، آخر يقول أنه شهد أن عائنا رآى سيارة فخمة و عبر عن إعجابه بها فحصل لها حادث. (الغبي لم يدرك أن السيارة يلاحظها الآلاف يوميا).

كيف تعلمين الغيب؟ أستغرب كثيرا من ثقتكم العمياء و تأكيدكم. الغيب لا يعلمه إلا الله حسب ما تقولون.

لا أعتقد أن الدين أمرنا بان نقوم بتحليل كل كلمة قالها شخص و كل حادث على أن هناك من عاننا، فذلك علم غيب.

ثم لماذا كل شخص يعتقد أن العين لا تحدث إلا بحضوره؟ أليست هذه نرجسية؟ سيارة تمر على عشرات الآلاف يوميا فقط لتقف عندك و تتدمر لأن صديقك العائن و أنت محلل الغيبيات مميزين على مئات الآلاف من البشر لتلك الدرجة.

لسنا نحن الشخصية الرئيسية في العالم، هناك 8 مليارات من البشر غيرنا يرون العالم من منظورهم و يراقبهم الله و مازال يختبر أفعالهم حتى موتهم، بالإضافة إلى الجن أيضا.

في الحقيقة مسألة معرفة العين تعقد الأمور كثيرا بدلا من أن تشرح أي شيء.

هل كل إبتلاء بالضرورة عين؟

هل أكثر من إبتلاء هو بالضرورة عين؟

هل من المستحيل أن تحصل أشياء سيئة على التوالي لشخص مشهور بدون أن تكون عين؟

هل كل المشاهير و السياسيين يعيشون جحيما لا ينتهي بسبب العين؟

هل يجب أن نعرف المعان شخصيا أم يكفي أن نسمع عنه مثلما كان يحصل قديما، أو نرى صورته في الجرائد كما حصل قديما نسبيا أيضا، أو نرى صورة له في الإنستاغرام، أم الفيديو بالصوت ضروري للعين؟

ما سبب عدم تعرض يوتوبرز آخرين لحوادث سيئة على التوالي؟ إذا كنا لا نعلم قواعد العين فنحن لن نعرف أبدا كيف و متى تحصل.

وجود العين لا يخولنا لأن نقول أننا ندرك متى تحصل، لأنها فكرة سببت إرتيابا و أنهت علاقات و فرقت بين الأصدقاء، فشخص أعرفه في العقد الرابع من عمره قال لكل عائلته و بعض أصدقائه و أقاربه أن سبب موت قطه الذي عاش لأكثر من عقد و طال مرضه هو أن جاره و صديقه قال منذ شهرين أنه يشبه الثلاجة لأنه أبيض و بدين.

اعذرني، هنا لا يمكن في حالىة توالي ألف مصيبة فوق رأسك ان اعتبرها امرا عاديا

في الحقيقة، هي أمر واجب الحصول، حتمية إحصائية.

ما رأيك بهذا؟ سأتيك بألف مقطع حرفيا مثله الآن.

في الحقيقة ما رأيك لو أخبرتك أنني و جدت مستحاثة في طفولتي لكائن بحري قديم، لكني نسيت الموضوع، و في إحدى الرحلات كنت أسير في أحد الوديان (فعلت الأمر كثيرا قبلها) مع صديق و أخبرته أن أماكن مثل هذه قد يوجد فيها مستحاثات و أنني وجدت واحدة في طفولتي، و تخيلي قبل أن أكمل جملتي لمحت شيئا في الأرض و قمت بحمله و أعطيته له مباشرة (مستحاثة قديمة لحيوان بحري أخرى)

قائلا: في هذه الأماكن قد تجد فيها مستحاثات.... مثل هذه. كل ذلك حدث في ثانية واحدة، و بحث كثيرا و لم أجد لاحقا في حياتي غيرهما أبدا.

لا توجد صدفة أكبر من هذه، لكني لا أعرف ماذا تعني إذا كان لها أي معنى؟ لن أدعي أنني أعرفه أبدا.

لا فائدة واحدة فقط من هذه التحليلات على الإطلاق بل كلها ضرر.

بالمناسبة تعليقي الأول كان موجها إلى المستخدمة ندى و ليس ضد إيمانك بالعين و الحسد إذا كان هذا ما فهمتيه. لم أعرف أصلا موقفك من الأمر قبل التعليق.

اعتقد ان قطع التواصل علي تلك الطريقة لانني فعلا واجهت هذا و سبب لي حالات سئ لاني اعرف ان هؤلاء قد يواجهون مشكلات اجتماعية يخفونها بالصور حتي اثناء حالات الولادة او الاستيقاظ لتصدير انهم سعداء ولا يوجد حياة طوال الوقت سعادة او طوال الوقت كئابه بل هذا و ذاك .

-1

هذه الحياة ما بين الشعور ونقيضه، كما أن رُبما بدون وجود الشقاء لم نُدرك معنى وقيمة السعادة، ولكن يلفت انتباهي تفنن البعض في تصدير الطاقة السلبية وجو الاكتئاب بين الأفراد، ولذلك يجب أن يعمل الشخص على حماية نفسه من هذه الأمور وخاصة مع زيادة تداخل وتعقد الأيام.

أغلب الناس يهتمون فقط بالمظاهر الخداعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يبنون عليها قراراتهم وأحكامهم، ونحن نعيش اليوم في ازدحام شديد وثورة مخيفة في ظل التواصل الاجتماعي، فما يجب علينا هو عدم تصديق كل ما تراه أعيننا، و ألا نلهث خلف المظاهر، لأن قيمة الإنسان في جوهره وباطنه وليس في ظاهره، فالحفلات التي نراها على السوشيال أغلبها للتظاهر والتفاخر، مما يؤدي إلى انتشار الحسد والحقد والتقليد الأعمى، فكل من يراهم سيظن بأنه صاحب الحظ الأغبر والقدر الأسوأ، فوظيفتهم فقط مشاهدة السعداء على السوشيال ميديا والتعليق على منشوراتهم فقط، لذا علينا ألا ننجرف وراءء هذه المخاطر والمظاهر الكاذبة حتى لا نقع في الفخ.

غض البصر والستر في رأيي ليسا فقط مقتصرين على ستر الجسد وغض البصر عن الجسد، بل أن تغض بصرك عن حياة غيرك لا تقلب فيها وتزعج نفسك بها، وكذلك تستر حياتك أو ما لديك من أمور فليس كل شيء نباهي به أو نعرضه أو نعطي للناس صورة مبالغ فيها عن حياتنا وليس كل شيء يذكر أظهر نعمة الله عليك باعتدال حياتنا أيضًا ليست سينما أو مسرح، كذلك الصورة التي تقدمها وسائل التواصل ليست بالضرورة هي الصورة الوحيدة للسعادة.


الأفلام الوثائقية

كل ماله علاقة بعالم الوثائقيات ، في كافة المجالات .. وأيضاً صناعة الأفلام الوثائقية..

62.1 ألف متابع