السيليكون، ذلك العنصر الذي جعل عالمنا الجميل هذا أكثر جمالاً و تطوراً بل و أكثر سرعة، فبفضل هذا العنصر النشيط إستطعنا أن نصنع أعظم الأشياء بأصغر الأحجام، بل و إستطعنا أن نرى ما يسمى بالحاسوب و الإلكترونيات، فناهيك عن كل الخوارزميات المعقدة الت يتم تطويرها و توظيفها فلولى عنصر السيليكون لما إستطعنا تصميمها و توظيفها بهذا الصغر و الإنتشار الذي هو عليه الآن.

إن لم تكن مهندس كهرباء و إلكترونيات او باحث في المجال من الصعب ان تعلم أن السيليكون هو العنصر الرئيسي لصناعة الدوائر التكاملية و المعالجات و غيرها من القطع الإلكترونية التي تستخدم في بناء المنظومات الذكية و الإلكترونية، حيث أن السيليكون لما يملكه من خصائص جعلته أشهر شبه موصل على سطح الكرة الأرضية ساهم في صناعة ما يسمى بالترانزيستور والذي هو نواة التطور التكنولوجي الحالي.

في أمريكا هناك منطقة تسمى وادي السيليكون تعتبر المقر الرئيسي لتجمع شركات التكنولوجيا منها جوجل و أمازون و فيسبوك و أبل وغيرها الكثير من الشركات المتخصصة في التكنولوجيا، حيث أن السيليكون هو الدلالة الكبرى على التطور التكنولوجي هناك، وادي السيليكون تطور من إسم لمنطقة إلى فكرة تبنتها دول عديدة منها تركيا والتي تعمل على إفتتاح وادي السيليكون الخاص بها و الذي يحتوي الشركات التقنية العالمية التي تفتح فروع تصنيعية لها في تركيا، ولكن ماذا عن العالم العربي؟

في العالم العربي للأسف تعتبر صناعة السيليكون متأخرى بل منعدمة، فالغهتمامات التكنولوجية إنصبت في الطور التصنيعي على البرمجيات والتي تعتبر المستوى الأخير في التطور التكنولوجي، للأسف في كل عالمنا العربي ورغم وجود الكفائات إلا أن صناعة السيليكون بالمستوى صفر ولا توجد أي شركات فعلية تقدم بادرات لتصنيع الدوائر المتكاملة أو المعالجات وبالتالي مازال الطلبة العرب يعتقدون أن صناعة معالج ضرب من المستحيل رغم أنها عملية ليست معقدة وإنما تحتاج لدراسة و تمويل لا أكثر ولا أقل، فالمعالج ما هو إلا مجموعة كبيرة من البوابات المنطقية و التي هي في الأساس مجموعة هائلة من الترانويستورات، والذي هو محور الدراسة الرئيس في الهندسة الإلكترونية والتي تتوفر في جامعاتنا و بكفاءئة عالية، فما الذي ينقصنا في العالم العربي لنقتحم هذا العالم و نبدأ فعلياً بعمل وادي السيليكون الخاص بنا ؟