عزيزي المصمم، أعرف أن مشاجراتنا لا تنتهي وأنها مستمرة منذ زمن طويل، لكن دعنا نتجاوز ذلك ونعمل على حلّ هذه الخلافات. أعتقد أن مشكلتنا الرئيسية هي فشلنا في إيصال أفكارنا لبعضنا البعض أثناء تعاملنا سويًة. إضافة إلى أن أسلوبي في العمل كمسوق مختلف عنك كليًا. فنحن نعلم أن التسويق والتصميم هما في الأساس مهنتان مختلفتان ولكن تتكاملان، ولكن كيف يمكننا تنسيق جهودنا؟
إننا نحتاج إلى التفاهم بشكل أفضل، لأن التسويق لا يُجدي لوحده بدون التصميم مهما كان المنتج عظيمًا. أنا أعترف أنني لا أعبر بوضوح عما أريده وأعرف أنك لست بقارئ أفكار. لكن جرّب أن تفهم أن ابتكار منتج جديد يجعلني أتوقع الإبداع والإتقان منك بالذات.
وبما أن كلانا يعمل لتحقيق نفس الهدف، علينا في هذه الحالة أن نتحاور، نتخيل، ونتفق على آلية التعاون للسعي نحو تحقيق الأهداف الشاملة لمؤسستنا، وتحويل رسائلنا وعلاماتنا التجارية إلى تجربة لا تنسى، كما يجب أن نقضي وقتٍ كافٍ سويةً لمعرفة المصادر التي تحتاجها لتنفيذ العمل المطلوب.
لقد قرأت مرة لرجل أعمال ذكي وناجح عن وجود ثلاثة خيارات فقط في الأعمال التجارية
أن تكون الأكبر، لكن الأرخص لتفز.
أن تكون الأصغر، وفز من خلال تنفيذ الأعمال دون أن يلاحظك الآخرون.
أن تكون مختلفًا.
غالبًا ما أختار أن أكون مختلفًا، وأعلم أن التصميم هو أهم ما يساعدني في خلق هذا الاختلاف بسرعة. ولكي أكون منصفًا، فنحن الاثنان لدينا الكثير من الصفات المتشابهة.
وهذه بعض أوجه الشبه بيننا
أهداف مشتركة: كلانا يسعى ليكون العميل سعيدًا، فالتصميم الجيد يُحفزّ العميل على العودة بطلبات أخرى.
الغاية: يركز كلًا منا على هدف عملائنا، ونسعى لمعرفة النتائج المحددة والانطباع المنشود.
الأسئلة: كلانا نتقن عملنا، ونحب أن نسأل "لماذا" و"ماذا لو" لأننا نرغب في معرفة ما الذي يجعل عملائنا سعداء، وتركيز العمل بهذه الطريقة يسمح لنا بتواصل صحي ومفتوح.
التحكم في الاستراتيجية: كلانا يُحب أن يكون مسؤولًا عن كل حملة تسويقية جديدة أو الاستراتيجية أو الإخراج الإبداعي.
أما أوجه الخلاف بيننا فهي
المقاييس
أنت تشعر بالرضا عندما تشارك في صناعة موقع جميل ومحبوب حتى عندما يكون تفاعل الزبائن أقل من المخطط له، أما أنأ كمسوق فأميل أن أكون مهووساً قليلًا بالمقاييس، فأنا أريد تسجيل انطباعات السوق، المحادثات، التصنيفات وغيرها. قد أكون وقحاً أحياناً بتركيزي على هذه الأمور ولكنني أعرف أنها الطريقة الوحيدة في هذا السياق لزيادة عناصر إنجاح المشروع.
الأولويات
إن أولويتي القصوى كمسوق هي إيصال الرسالة لأكبر جمهور ممكن. أريد تنفيذ كل التفاصيل الجوهرية لإنجاح كل مشروع من مشاريعنا. كذلك أريد نتائج قابلة للقياس لأضعها في تقاريري. أما من جهتك أنت، فتريد أن تشارك فقط في صنع التصاميم البصرية للمشروع، وتريد الملخص الإبداعي جاهزاً لتنفذه دون رغبة في النقاش في أغلب الأحيان.
قد تبدو هذه الفروقات صغيرة، لكنها تمثل وجهات نظر تقود إلى الكثير من الخلافات. وهذه مشكلة واضحة يتجاهلها الجميع.
إذاً، كيف يمكننا العمل بشكل منتج؟
بالتأكيد سيكون هناك لحظات توتر بيننا، لكن كيف يمكننا العمل بشكل ودي؟
التركيز على العميل: بدلًا من اعتبار مسمياتنا الوظيفية أدوات للتعارك فيما بيننا، يجب أن نركز أكثر على فهم جمهورنا، وهنالك الكثير من القيم يمكننا تعلمها بالعمل كفريق، وبهذه الطريقة يمكننا الاستفادة من وجهات نظرنا وخبراتنا.
التخلص من الروتين وسير العمليات: إن التقليل من الروتين والتسلسل في سير العمليات سيؤدي إلى نتائج عظيمة، لذا لا تتردد في استنباط أفكار بديلة لتحقيق أهدافنا بدلًا من انتظار توجيهاتي في كل مرة. وإذا لم تعجبك تعديلاتي على التصميم فمن فضلك اقتحم مكتبي واجعلني أفهم أن تعديلي سيدمر المشروع بأكمله.
تواصل ومشاركة أفضل: من المزعج بالطبع أن يسلمك مدير التسويق ملخص التصميم ويطلب منك تنفيذه بحرفية دون نقاش، أنا أفهم أن التصميم مهنتك وأنك أولى بالتحكم في العملية التصميمية. إن تسأل سؤلًا قبل أن تباشر العمل فإنني سأقدر ذلك للغاية، اسأل حتى أسخف الأسئلة، لأن أصغر خطأ قد يؤدي إلى إعادة العمل من جديد. فكلما كان فهمك للمشروع أفضل كلما قلت احتمالية عودتي بتعديلات جديدة.
العمل بشكل منظم: أتمنى منك محاولة تقديم كل التحديثات والتعديلات مرة واحدة وتوثيقها بشكل جيد، وإرسالها بالطبع بصيغة رسمية. وكذلك سأعمل أنا على وضع دليل موجز لما نحتاج لإدراجه في ملخص التصميم، واستخدام الأسئلة والتغذية الراجعة لتحسين ملخص التصميم، بالإضافة إلى تحديد ما أريده بتفصيل أكبر والتوقف عن النظر إليك كقارئ أفكار.
سأتوقف أيضًا عن تكويم المهام لك أو إعطاؤك مواعيد تسليم غير مقبولة، أما من جهتك فينبغي ألا تعطيني مواعيد تسليم غير دقيقة وتجعلني أعد عملائنا بما لا يمكننا الوفاء به. وعندما يكون هناك الكثير من العمل فمن الجيد اقتراح مصادر بديلة لإنجاز المطلوب مثل تعهيد الأعمال لمستقلين محترفين.
أما في جلسات تقيم الأعمال التي دائمًا ما يسودها جو غير مريح، سأتذكر ألا أعطيك تعديلات على كل بكسل أو تعليقات مبهمة وغير واضحة، وكذلك أتوقع منك ألا تستخدم معي مصطلحات تقنية لا يمكنني فهمها.
ستقودنا الأشياء المذكورة في رسالتي هذه إلى بناء علاقة عمل أكثر تناغماً وأقل توترًا، وهذه الأمور ستساعدنا في معظم جوانب حياتنا وليس في العمل فقط.
صديقي المصمم، تذكر دائمًا أنني أراك ذكياً وأرى النجاح للعلامة التجارية في إبداعاتك الفنية، دعنا نوقف العراك لنستمتع بهذا العمل معا كفريق.
التعليقات