[نقاش] لماذا انهار العلم في العالم الإسلامي، نيل ديجراس تايسون يشرح
يبدو بأن ربط الانحطاط بالغزالي مُغالطة نجح الكثير من المُستشرقين في نشرها:
"صحيح أن الباحثين مُحقّون في تحديدهم للقرن الحادي عشر الميلادي كلحظة بداية ابتعاد المسلمين عن التطور العلمي، لكنهم في المقابل مخطئون في الشخص الذي يحملونه مسؤولية ذلك، إذ لم يكن الأمر يتعلق بالغزالي بل في واقع الأمر بنظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي (1018ـ 1092) المعروف باسم "نظام الـمُلك" الذي كان وزيرا في الدولة السلجوقية."
مُقتبس من مقال: "هل أسهم الإمام الغزالي في تخلف المسلمين الحضاري؟"
نعم، حسب علمي نظام الملك الذي فعله أنه جعل التعليم يركز على الدين ولا يركز على العلوم وهذا هو سبب التأخر.. لكن أيضا الغزالي، كان له مساهمة بسيطة في فعل هذا لكنه ليس السبب الرئيسي
نعم، تكفير العلماء، حيث أنه كفر علماء نذكرهم اليوم كلما ذكرنا علماء المسلمين [1] .. قرأت أيضا مقولة له حول العلوم وكونها غير مفيدة (للأسف الشديد لم أجد المقولة الآن) لكنني رأيت صورة لاحد المدارس في المشرق تستعمل تلك المقولة وتتبع نظام "نظام الملك" وتدرس الدين فقط.
تكفير العلماء و الفلاسفة و برأيي هذه مساهمة عظيمة للمشكلة
في كتابه المنقذ من الضلال كفّره، فقال: «فوجب تكفيرهم وتكفير شيعتهم من المتفلسفة الإسلاميين كابن سينا والفارابي وأمثالهما»
ألّف في ذلك كتابه "مقاصد الفلاسفة" مبيّناً منهجهم. ثم بعد ذلك وصل إلى نتيجته قائلاً: «فإني رأيتهم أصنافاً، ورأيت علومهم أقساماً وهم - على كثرة أصنافهم - يلزمهم وصمة الكفر والإلحاد، وإن كان بين القدماء منهم والأقدمين، وبين الأواخر منهم والأوائل، تفاوت عظيم، في البعد عن الحق والقرب منه».
و كذلك الان خرج علينا "علماء" يتكلمون بنفس اللهجة
لم أقتنع. مثلا ابن تيمية الذي انتقد ابن سينا (أو لعله كفره) هو نفسه ابن تيمية صاحب كتاب درء التعارض (أي بين العلم والإسلام)
وهو نفسه ابن تيمة الذي حارب تجار الدين الذين يزعمون أنهم أولياء الله فهم يدخلون النار ولا يحترقون ويطيرون في الهواء وغيرها من "الكرامات" المزعومة.
وهو نفسه الذي ذكر أن جوهر العناصر مختلفة عن بعضها (بعكس ما كان يقول فلاسفة عصره أن جوهر المادة واحد في العناصر المختلفة لكن الذي يمايزها عن بعضها أعراض تطرأ عليها مثل طريقة التحضير تسخين وتبريد لهذا كان الكثيرون يبحثون عن طريقة كيميائية لتحويل المعادن إلى ذهب).
وهو نفسه الذي قال بأن الزمن "يتمدد أو ينكمش" (كما في النسبية) وليس شيء مستقل (كما كان يؤمن الفلاسفة قديما) وهو الذي كان يتحدث عن السفر للقمر وأنه يجب أن لا يسيق أحد المسلمين في ذلك.
سبب التخلف الذي نحن فيه ليس الغزالي بل هو إنتاج اسلام منفصل عن واقعه يحارب العقل فيه الدين. دين مجرد شعائر وتصوف وعلم أجوف كما قال الله عنهم "يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ". يتم تعليب الدين بطريقة تخدم السلطان فيخرج خطيب الجمعة ليحدثنا عن "فضل الحاكم الظالم وحرمة الخروج عليه"
إن الدين المتصوف المتأمل المعلب المدجن (أو قل المخصي) الذي لا يعرف أن يقيم دنيا ويعمرها ولا أن يعرف أن يكون الإنسان خليفة لله في الأرض حق قيامه بذلك. فهو إما منعزل في صومعته يتأمل اللاشيء أو متصدر للناس يدعوهم لفضل الحاكم الظالم
العلماء الربانيون يحبسوب أو يجلدون أو يمنعون من الخطابة: أحمد (قصته المعروفة في خلق القرآن) ومالك (حديث طلاق المكره والمقصود بيعة المكره للحاكم) والشافعي (اتهم بالتشيع) وأبو حنفيفة (الامتناع عن تولي القضاء) وابن تيمية (بسبب وشاية المتصوفة الذين يزعمون أنهم أولياء الله وقد حبس مرتين مرة في الشام ومرة في مصر وقد مات في سجنه)
التعليقات