دعني أكمل كلامي! في كثير من الأحيان تجد نفسك تريد أن تصرخ بهذه العبارة. وستشعر حينها بالتوتر والضغط. عندها ستكون بالتأكيد تتحدث مع أحد الأشخاص الذين لا يتمتعون بمهارة الإنصات. 

إن الحوار بين شخصين أو أكثر حتى يكون ناجحا يلزمه أن يكون كاملا بالطبع. أن يستطيع كل فرد أن يعبر عما يريد دون أن يقاطعه أحد، ثم بعد أن ينتهي يبدأ الآخر في الرد عليه ويمنح الفرصة لذلك.

نجد للأسف العديد من المناقشات تتحول لصراخ متبادل من الطرفين دون أن يحاول أحدهم الانتظار لسماع الآخر والتفكير في كلامه بشكل كافي. وتستمر تلك المناقشات دون جدوى حقيقية أو نتيجة واضحة نصل لها في النهاية. مجرد عبارات مبتورة لا تدل على شيء.

ولهذا تشعر في بعض الأحيان بالإرهاق الشديد بعد مجرد مناقشة بعض الأمور مع أصدقائك أو زملائك في العمل. فأنت لم تستطع قول ما تريد قوله وأصبحت متحفزا للدفاع عن نفسك لأنك تشعر أنهم لا يفهمونك جيدا.

ربما لن نستطيع الصراخ في وجه من يحدثوننا لنجعلهم يستمعون إلينا. لكننا يمكننا توضيح أننا لم ننته بعد من حديثنا. ونستطيع أيضا تدريب أنفسنا على عدم مقاطعة الآخرين حتى لو كنا في غاية الحماس للمشاركة في الحديث والإدلاء برأينا. فالكلام لن يذهب إلى أي مكان ويمكننا قوله بعد قليل، وربما نحتاج لقول شيء مختلف تماما حين نسمع الطرف الآخر للنهاية ونفهمه بشكل سليم.