يرى الدكتور أحمد خالد توفيق رحمة الله عليه وهو كاتب مصري إذا كنت لا تعرفه، أن العمى ليس إصابة جسدية فحسب ... لكن أيضَا هو إصابة عقلية، فيحاول الربط في مقاله بين وجهة نظره وبين رواية بلد العميان وكيف انتصر البطل في النهاية ونجا بعينيه ونجا من تحكمات أهل كهف العميان الذين اعتادوا على الظلام وفقدوا أعينهم مع تتابع الأجيال جيلًا وراء جيل، ولما بدأ يصف لهم ما هو خارج الكهف من بيوت وحيوانات وأشجار ظنوا أنه مجنون وأن العضو الذائد في جسده وهو العينين أصابه بالجنون ويجعله يقول أشياء لا معنى لها وأرادوا أن يقتلعوا عينيه ليبقى عندهم، ليحصل على التقدير والوجاهة الاجتماعية منهم ويحصل على أدنى حقوق لبشر حتى يكمل حياته كالطعام والشراب والبيت والمأوى والزواج من فتاة اعجبته -لا أريد أن احرق لك الرواية- لكن الدكتور يقول أنك حين تقرر الانصياع لفساد ما سائد في المجتمع فأنت تساعد البشر في اقتلاع بصيرتك قبل بصرك، قد تتساءل ما هو الفساد الذي قد تنصاع له فتقتلع بصيرتك، وأنك إذا اخترت الانصياع للمجتمع على عكس ما فعله بطل روايتنا فإنك تساعد المجتمع على اقتلاع بصيرتك، دعني اعدد لك، الرشوة فساد، والظلم في اي موضع كان شخصي أو عام فساد، الاهمال وعدم الاكتراث بأرواح الناس فسادُ آخر، الكذب وعدم الأمانة ايضًا، تحقير من حولك وعدم الاكتراث لهم يؤخذ في الحسبان أيضًا، وكل هذا يأخذ من بصيرتك وبصرك ...

كان ذلك الدرس من أهم الدروس في حياتي، وكان دكتور أحمد هو شخص شديد الإلهام لي، وانصحك أيضَا أن تقوم باقراءة له ولن تندم