على مدار حياتي وجدت أن الحياة لاتخلو أبدا من الواسطة، في كل مكان وزمان تجد لها دورا فعالا ساحرا، فمن يملك الواسطة يمتلك عصا سحرية لتحقيق رغباته ويصل إلى مايريد، أثناء دراستي في الجامعة كنت أرى الواسطة في كل مكان، واسطة لدخول لجنة إمتحان الشفوي الأكثر سهولة للحصول على أعلى الدرجات في حين الباقي لا يمكنه ذلك، وفي العمل وجدت من يأخذ مكان لايستحقه بالواسطة، وجدت من ينتقل من مكان لمكان أفضل.

بعد تخرجي تم تعييني في مستشفيات الجامعة لأن كنت من أوائل الدفعة كنت سعيدة لذلك ولكن وقت استلامي وجدت أخرين تم توظيفهم في نفس المكان بالواسطة، فشعرت بالاستياء كثيرا، حينما كنت أريد أن أنقل مقر عملي لابد من واسطة، كل شئ في بلدي يمكن تحقيقه بالواسطة، يخسر المجهود في مواجهة الواسطة .

مهما تقدمت الشعوب فما زالت تحتل الواسطة المرتبة الأولى في التعاملات، تتلخص في مكالمة تليفونية أو كارت أو الشخص نفسه لو تطلب الأمر.

متى يخلو مجتمعنا من هذه الترهات ؟ وتصبح مؤهلاتنا هي واسطتنا الوحيدة للوصول لما نريد، هل الواسطة دليل على فساد الأخلاق؟ هل استخدام الواسطة مقبول حينما تكون مؤهلا بالفعل أم هي لابد أن تكون منبوذة في كل الأحوال.

طالما استعنت بالله هو خير معين وقد حققت ماأريد دون واسطة ولكن لا أنكر أن قد فقدت بعض الفرص لعدم حصولي على واسطة ولست حزينة، أدرك تماما أن لم يكتب لي هذا إن لم أحصل عليه.

أدعو كل مسئول أن يكون أمين في مكانه لايستغله لصالح من لايستحق، يجب أن تدعم العدل وسيادته في المجتمع، وأن يحصل كل شخص على الفرصة التي يستحقها والتي تكلل كل تعبه ومجهوده، وأدعو كل من يملك الواسطة والمحسوبية ألا يستخدمها ويحصل على فرصة ليست من حقه أو يظلم أحد بأن يغتصب حقه.