أحب مجال بحثي وعملي بدرجة لا توصف. كان يدفعني ذلك الحب إلى محاولة استثمار كل دقيقة من وقتي. لا تلفاز؛ فجميع البرامج موجودة على الانترنت سأشاهدها لاحقًا، لا وقت للتنزه، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى لا طعام، ولا نوم. أصبح يومي مزدحم إلى حد لا يطاق، ولكنني أدركت أنني في وسط هذا الزحام نسيت شيئًا مهمًا، (نسيت أن أعتني بنفسي).

أدركت أنني كنت ارتكب في حق نفسي إثمًا عظيمًا؛ صحيح أنني أفعل كل ذلك من أجل نفسي وما أطمح إليه، ولكن الثمن كان غاليًا من حالتي الصحية والنفسية.

رافقني الشعور بالضغط والضيق طوال الوقت. العمل لا ينتهي، دائمًا هناك شيء عليّ إنجازه، حتى بعدما قررت أن أوقف كل هذا، وأخطف لنفسي وقتًا للراحة؛ ظللت فترة طويلة أشعر أن لديّ شيء لانجازه.

اتخذت قرار بوضع حد لكل هذا وتغيير كل شيء، ووضع كل شيء في مكانه الصحيح، وبدأت أطبق هذا منذ بضعة أشهر.

خصصت وقتًا لكل شيء، ولا زيادة دقيقة واحدة عن الوقت المخصص لأي شيء.

بدأت آخذ لنفسي وقتًا للتنزه وحدي في مكان أحبه، أو التنزه مع المقربين. عدت إلى القراءة في كل المجالات وليس فقط كتب التخصص. خصصت وقتًا لعباداتي وهواياتي ومشاهدة التلفاز، باختصار خصصت وقتًا لي، وحقيقة أشعر بفارق كبير.

تلك كانت تجربتي، وددت أن أشارككم إياها؛ كي لا ترتكبوا الإثم نفسه في حق أنفسكم