قرأت ذات مرة عن قاعدة (18-40-60) التي أوردها جاك فيلد في كتابه مبادئ النجاح. هذه القاعدة لخصت لي الحياة. تقول القاعدة اننا في سن الثامنة عشرة نكون مهتمين للغاية برأي الناس في شخصيتنا ومتنبهين لما يحكونه عنا بالاضافة للقلق بخصوص ما يشعرون به تجاهنا. عندما نبلغ سن الأربعين نفقد الاهتمام البتة بما يقوله الناس عنا غير آبهين بآرائهم فينا، ولا يشغلنا النقد أو الثناء، بينما ونحن في الستين ندرك الحقيقة الغائبة وهي أن لا أحد في الحياة كان مهتمًا بنا للدرجة التي كنا نظن طيلة حياتنا.

برأيي في الثامنة عشرة ننشغل بشدة بآراء الآخرين، لأنهم يصرون بشدة على إبداء رأيهم، وفي الأربعين لا نهتم على الإطلاق لأنهم سيكونوا هم في الستين وسيكتشفون أن لا أحد اهتم بهم ولن يهتموا بأحد بدورهم، في الستين، سيجعلنا الزهايمر ننسى أسمائنا من الأساس.

السؤال الذي يراودني، هل من السهل الوصول لقناعة الستين في عمر الأربعين مثلا أو الثلاثين أو العشرين؟

اجيب ب لا، ففي الـ18 نكون مثل بناء تحت الإنشاء لا تزال كل مكوناته على الأرض من السهل بعثرتها، هذا البناء يكبر شيئا فشيئا لكن دون جدران لهذا سيخترقه أي نقد أو كلمة في غير موضعها وستبقى بداخله حتى الأربعين، بعدها تبدأ جدران الثقة والخبرة والإيمان والمرونة في الارتفاع لتحول بيننا وبين أي هجوم خارجي. في الستين سيتحطم أي نقد خارج هذه الجدران حتى لنشعر أنه لم يكن