إذا أساء إليك شخص ما في دائرة علاقاتك، وقررت مسامحته، وتكررت الإهانات مرة بعد مرة، في وقت ما ستكره عجزك وخنوعك وسترغب في إيقافه عند حده لمنع تكرار الإساءة، فتقرر الانتقام منه. لكن هل انتقامك منه يريحك؟ لنفترض شخص أهانك مثلا أو تعمد الإضرار بك في عملك أو شتمك أو أيا كان ورددت عليه إهانته، أو تسببت في ضرر له في عمله أو شتمته، هل معاملته بنفس طريقته ستريحك؟ اكتشفت أن الانتقام يحفز الآخر على استفزازك مرات ومرات، ويخلق سلسلة معارك تستهلك قواك وسلامك النفسي، تكون أنت فيها الجاني، والآخر؟ البادي، الأظلم؟ هو الضحية! اكتشفت أن الانتقام يعطي شعور لحظي بالسعادة ونشوة الانتصار، لكنه شعور لا يدوم. لأنك ستتحول مع الوقت إلى هذا الشخص الذي تكره سلوكه، فتكره نفسك. ستكره نفسك في الحالتين، سواء فضلت المسامحة أو قررت الانتقام. والعمل؟