ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﻋﺎﺩﻟﺔ .. ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺗﻮﻧﺲ .. ﺃﻣﻞ ﻭﻋﻤﻞ .. تونس أقوى : شعارات أسمعها هذه الأيام صباحا ومساءا ، خصوصا الشعار الأخير .. «تونس أقوى» .. وهو شعار أطلقه المرشح رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد الذي لم نرى الا الضعف والهوان لتونس في فترة رِآسته التي دامت ثلاث سنوات انتهت باستقالته قبل أسابيع ليهتم بحملته الكاذبة .. لست هنا بصدد اتهام الرجل .. انا بصدد نقل الصورة كما أراها ..ولو نظرتم جيدا في هذه الصورة لن تجدوا الا الخداع والتزوير باسم الشباب وحرية المرأة .........

في أعلى الصورة يوجد لدينا عبد الفتاح مورو مرشح حزب حركة النهضة أقوى حزب في تونس .. والحق يقال : رجل ذو كاريزما وحضور قوي ، لا يقع في الفخاخ وليس لقمة سائخة لأي اعلامي ، وباللباس التقليدي التونسي ، وعينين كأنهما كوكب دري (إلى آخر القصيدة) يمكننا القول أنه المرشح الأقوى .. ستجدون كذلك المنصف المرزوقي الرئيس السابق للجمهورية التونسية وهو طبيب وكاتب مثقف غزير الانتاج وقد تصدر هو الآخر نتائج استطلاعات الرأي مرات عديدة .. الى جانبه سترى قيس سعيد .. أو ربما ستسمع لغته العربية الفصيحة التي لا ينطق بغيرها .. كما احتل يوسف الشاهد الذي حدثتكم عنه في البداية جزءا كبيرا من الصورة ، ولا أعلم كيف ينتخب الشعب شخصا يحمل الجنسية الفرنسية .. شخصا أقسم بالولاء لفرنسا .. ذاك البلد الذي لايزال لليوم ينهب ثرواتنا ويفرض علينا لغته وثقافته .. أخيرا .. هناك صورة بدأت تجعل بقية الصور بائسة وقاتمة وعابسة .. إنها بريشة الرسام الفنان سيف الدين مخلوف .. ربما هذه المرة الأولى التي تسمعون به .. أنا نفسي سمعت به قبل أسبوعين تقريبا .. حيث أبدى الرجل ﺻﻌﻮﺩًا ﻳﺨﻄﻒ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﺑﻼ ﻣﻨﺎﺯﻉ ﻟﻨِﺴﺐ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺋﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ﺑﻼ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺇﺩﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻬﺎ .. ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻷﻗﺮﻉ ﺇﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺇﺑﻦ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﺇﺑﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ نفسه ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻭﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻛﻞّ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ يظهر ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺍﻹﻣﺘﻌﺎﺽ ﻭﺍﻟﻐﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ ﺟﻠﻴًّﺎ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺷﺎﺕ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻮ .. ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ .. ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ .. ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ .. هذا الرجل ﻳﻐﺰﻭ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺍﻷﺯﻗّﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ .. وصل الى كل التونسيين من حواضر صفاقس وسوسة الى ﻓﻴﺎﻓﻲ قفصة وسيدي بوزيد ﻣﺮﻭﺭًﺍ ﺑﺎﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻮﺩﻳﺎن بقبلي وتوزر .. "سأطلب من فرنس الاعتذار" ، "سأمزق كل العقود التي أبرمناها مع فرنسا" ، "الثراوات التونسية ملك لتونس وليس لمن عاثوا في أرضنا فسادا" وحتى ان فُرضت علينا تبعات وسُلِّط علينا الجوع والفقر لِنَجُع بكرامة .... لنفرض هويتنا وثقافتنا .. لنتحرر من المستعمر .. لنُعد الأوقاف ، لنُركز حكومة الكترونية ونسهل التجارة عبر الانترنت ... أي سجين يقرأ كتابا ينقُص من فترة سجنه ثلاثة أيام .. السجون للاصلاح لا للتعذيب .. هذه هي أفكار الرجل .. الأفكار التي نريدها وليس ما نسمعه يوميا من عبارات بائسة وقاتمة .