الإلحاد إلى أين

14

صحيح أن الأسلوب القديم للتعامل مع الإلحاد كان تجاهله إلا أن الأحوال تغيرت، فالآن أصبحت لدينا مراكز مختصة لدراسته والرد عليه، بل وأصبح من شبابنا من يدرسه ويدرس دينه حتى يقدم الإجابات الشافية بالمنهجية المناسبة.

لكن

المشكل في الملاحدة أنفسهم، فكثيرا ما يتجهون للإلحاد عن جهل بدينهم أو تشبعا بقيم أجنبية يخالونها المناسبة للعالم أو يرضخون لضغوط الواقع، وعوض البحث والتيقن والتبين، يفضلون أن يخرجوا من دينهم نحو الإلحاد أو اللادينية أو اللا أدرية، وكثير منهم يُصبحون "ملاحدة مراهقين فكريا" أي أنهم يهيمون مع كل واد وكلما وجدوا شبهة تبنوها في محاولة لإقناع أنفسهم أنهم على حق.

وكثيرا ما اضطر من يناقشون الملاحدة إلى تعريفهم بالإلحاد وما يستتبع الإيمان به، قبل أن يناقشوهم في إلحادهم، فأغلبية الملاحدة يعتقدون أن الإلحاد إنكار لوجود الله فقط ولا فكرة لديهم حول تبعات اختيارهم ونتائجه، وحال معرفتهم بما جهلوه يبدؤون في البحث عن ترقيعات ومخارج تُبقيهم بعيدين عن الاعتراف بضياعهم وجهلهم.

 فكثير إن لم تكن أغلبية الشبهات أجيب عنها عنها قبل قرون من الزمن إلا أن الملاحدة يعيدون طرحها لاستمالة الجاهلين وعباد الشهوات لزيادة عددهم والخروج من وحدتهم. ولو بحثت في الموضوع لوجدت أشخاصا وجماعات ردت على أحدث الشبهات بردود مفصلة وواضحة، إلا أن الملحد يبحث عن الشبهة وينشرها ولا يبحث عن الجواب عنها.

وكمثال بسيط، خذي ما قدمه الدكتور قنيبي في برنامجه "رحلة اليقين"، محتوى علمي متخصص لنقض الإلحاد وخاصة فرضية التطور، وعوض أن يجيبوه، لجأوا إلى التهجم عليه وشخصنة الموضوع، وغيره كثير مثل حملات إغلاق الصفحات المحاربة للإلحاد على الشبكات الإجتماعية وحملات الترويج للفكر الإلحادي على القنوات الفضائية العربية.

فالإلحاد سينتشر في ظروف مماثلة بين الجاهلين، لكنه سيخلق -إن شاء الله- مناعة لدى من يبحث في دينه لتخرج من كل هذا فئة تعرف دينها وتسهر على إعادته للسيادة.


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

96.8 ألف متابع