منذ أربعة أيّام خرج علينا إيلون مسك بتقديم لمشروعه الجديد الـ Neuralink، الفكرة ببساطة أنّه مع تطوّر الذكاء الصُنعي كان واجباً على الإنسان إيجاد طريقة ما لمنافسة هذه الوحوش التقنيّة التي تسرق وظائفه و ربّما حياته في المستقبل البعيد.

أبسط مثال على تلك الوصلات هي أن نضع آلة حاسبة مُدارة مباشرة من قبلك في دماغك، الرياضيات ستبدو سهلة جدّاً

ما المشكلة الأخلاقيّة إذاً؟

من المجنون أن ترى مشكلة في هذا المشروع، بل إنّ تاريخ الإنسانيّة قد يُقسم لما هو ما قبل هذا الحدث و ما بعده لأنّ الإنسان لن يعد كما كان، أنا و أنت الآن سنبدو كائنات بدائيّة للإنسان الذي سيحظى بهذه التجربة بعد عدّة سنوات (التجريب الأول سيكون السنة القادمة)

لكن ماذا عن الأشخاص الذين يريدون المحافظة على أنفسهم كما هم؟ بالطبع يمكنهم الاختيار و عدم وضع تلك الإلكترودات في شبكتهم العصبية و المحافظة على أدمغتهم كما هي، أو .. هل يمكنهم بالفعل؟ Vsauce music

الكائن الذي سيختار عدم وصل دماغه لتلك الشبكات سيبدو بدائيّاً مقارنةً بالكائن الذي سيختار، أعتقد أنّنا نتفق على ذلك، و بناء على هذا لا أعتقد أنّه سيجد وظيفة، ستكون المنافسة معدومة بين من اختاروا ذلك و من لم يختاروه، ماذا عن المنافسة في التعليم الأكاديمي؟ هل سيكون هنالك تعليم أكاديمي بالأصل؟ نحن نتحدث عن قفزة جديدة في تاريخ البشريّة و ربّما فكرة المدرسة حتى ستصبح من الماضي في غضون عشر سنوات من بدء ظهور هذا الوحش الجديد (السايبورغ!).

إذاً المشكلة الأخلاقيّة تكمن في عدم القدرة - عمليّاً - على الاختيار، الأمر أشبه بأن تقول لأحدهم في الشركة تناول قطعة الحلوى هذه و إلّا سأطردك من عملك، نظريّاً يمكنه الاختيار لكن الأمور أكثر تعقيداً عمليّاً.

ناهيك عن الأسئلة الفلسفيّة المرتبطة بهذا الكائن الجديد، إن كنّا سنحصل على هذا الاختراع، ستكون كلّ أفكارنا و قدراتنا العقليّة قادمة من حواسيب تعمل في أدمغتنا و هذه الحواسيب مشابهة إلى حد كبير لبعضها من حيث القدرات، فهل نتحول إلى نفس الشخص؟ بنفس الأفكار؟

إن فكرّت بهذا الكائن المنطقي الذي سيكون قادراً على معرفة كلّ شيء بشكل أعمق مع تطوّر الحواسيب،عندها ستبدو الـ Neuralink هي الحبّة الحمراء القادمة إلى هذا العالم، ماعدا أنّها غير اختياريّة هذه المرّة!

ختاماً أنا لا استطيع الانتظار لتجريب هذا الشيء، هنالك أسئلة مطروحة حولها لكن علينا جميعاً تقدير ما يفعله هذا الرجل، نحن لا نستحقّ هكذا رجل بالفعل ..