ان المعرفة و ان كانت هدفا ساميا بالطبع الا انها ليست المكسب الوحيد ، فالقراءة تهدف لاثراء الخيال ، و توسيع المدارك ، و تحقيق التوازن الداخلي الذي يحتاجه كل شخص .

من الصعب التخيل بالا يرى المرء سوى العالم الذي نشا فيه و تربى داخل اسواره ، و ان تبقى مداركه العقلية مقيدة بحدود دياته البسيطة التي لم يعرف غيرها .

فالابداع على اختلاف صوره مرهون بالخيال ، و كيف سيحظى بالخيال من لم يقرا في الادب و الفن و السير الذاتية لاعظم الشخصيات على مر التاريخ . كيف سيحظى بالخيال من لم يغص مع دوستوفيسكي في عوالمه النفسية المعقدة ، و يقرا لشكسبير قصائده الحماسية لغويا و معنويا ، و يعيش في عوالم ديكنز القصصية الرحبة .

كيف سيبدع من لم يصغ لتاملات مصطفى محمود الفلسفية العميقة في الدين و الحياة ، و من لم يستمتع في امسية صيفية دافئة بصحبة شخصيات مصرية شديدة التنوع في الخصال و الافعال بروايات نجيب محفوظ العالمية ، من لم يستشعر الرومانسية في ارقى صورها مع الثائرة احلام مستغانمي .

انها القراءة ستضمن لنا كل ذلك و اكثر ...

ستسافر بنا عبر الصفحات الاثيرة الى عوالم و ازمان اخرى لم نكن لنعرف عليها شيء لولاها ... ستضيف الى عقولنا عمرا جديدا لا يقاس بالارقام ، ستشبع فضولنا الفطري تجاه العالم و الحياة ... و الناس ايضا .