القرآن الكريم لم ينص على إباحة الاسترقاق، وفي الوقت
نفسه لم ينص على تحريمه. وهذا يعني أّنه يعتبر هذه القضية من القضايا التي
تحتاج إلى علاج طويل الأمد، ثم هي من المسائل التي لا بد في النهاية أن
تتلاشى. عندما تحدث القرآن الكريم عن الأسرى والموقف منهم وضع احتمالين للتعامل معهم. جاء في الآية 4 من سورة محمد
(فإما منًا بعد وإما فدا ء حتى تضع الحرب أوزارها )
فإما أن يطلق سراح الأسير من غير مقابل،أو أن يطلق
سراحه بمقابل. وهنا يثور سؤال : لماذا لم يطرح الخيار الثالث فيقول : " وإما
استرقاقًا " ؟! وهذا يعني أن القرآن ينزه عن ذكر الاسترقاق المنافي للكرامة الإنسانية
(ولقد كرمنا بني آدم...) فلا شك أن الاسترقاق هو اختراع بشري
كما كانت عبادة الأصنام وغيرها من اختراع البشر، وعدم ذكر القرآن للاسترقاق
لا يخلق في النفس نفورًا منه، ولكن يلاحظ أن القرآن الكريم اعتبر إعتاق الرقيق وما من أعظم القربات إلى الله تعالى، جاء في سورة البلد
(فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة )
وجعل تحرير العبيد من مصارف الزكاة الثمانية، .
بل وقدم تحرير الرقيق في الكفارات على ما سواه.
لتفاصيل أكثر طالع هذا الكتاب
التعليقات