رغم كل التطور الذي حدث للبشرية لا زال هناك حنين و عويل على الماضي, من رفض لافكار العولمة و الخصوصية الثقافية و المشكلة هذه الاصوات بدأت تتعالى(او تعالت) حتى في الغرب

لو اتينا بانسان من زمن قبل 400 سنة او اكثر الى الحاضر هنا فانه لن يصدق ما ستراه عيناه من حجم التطور المكان سيكون اشبه بالجنة حرفيا

فسابقا كان الحصول على الطعام لاشباع البطن امر صعب حقا, و المجاعات تحصل دوريا

اما حاليا المجاعات امر نادر الحدوث الا في الدول التي تعاني من الحروب, بل الكثير من البشر اصبحوا يعانون من السمنة

سابقا مرض تافه ممكن ان يؤدي للموت, و الاوبئة كانت ممكن ان تفني شعوب او مناطق باكملها, و الاطفال كانوا يموتون بكثرة

بينما حاليا نظام الرعاية الصحية حتى في الدول الغير متقدمة رفع معدل الاعمار بشكل مضاعف و قلل اعداد الوفيات بشكل مهول حتى اصبحنا نعاني من الانفجار السكاني

و التقدم لا يكمن فقط بالاكل و الشرب و الخدمات بل بالحقوق و الوعي ايضا

لو كنت في العصور الماضية انت غالبا او احتمال كبير ستكون اما عبد او قن او تنتمي لطبقة وضيعة, بينما اليوم البشرية تخلصت من العبودية(العبودية المباشرة) و الجميع اسوياء امام القانون على الاقل نظريا

الحكام سابقا كانوا اما الهة او ابناء الهة او موضوعين من قبل الالهة بينما اليوم الحكام حتى في الدول الدكتاتورية لا يتمتعون بصفات و مزايا حكام العصور الغابرة

سابقا كانت الشعوب تعيش اشبه بالغابة شعب يهاجم ارض شعب اخر يقتل الشعب الاخر و يستولي على ارضه, اما اليوم فهناك قانون دولي(و لو كان ضعيف) و الاحتلالات و الغزو و ان كان تحدث فعلا و لكن عددها قليل و تحدث على استحياء

اما لو كنت امراة فتلك قصة مأساوية اخرى

اي البشرية اليوم تعيش عصرها الذهبي مقارنة مع العصور السابقة و لكن الغريب لا زال هناك الكثير من البشر يحن للازمنة القديمة و يكره الحداثة و العولمة!