من المعروف، أن راهب الفكر الأديب «توفيق الحكيم» كان يلقب بـ «عدو المرأة».. ذلك اللقب الذي أصبح لصيق به طيلة حياته، وكلما تنكر له وحاول نفيه عنه، ألتصف به أكثر، بل أنه أصبح تيمة لبعض الأفلام العربية، مثله في ذلك مثل كاتب مصري كبير آخر هو «عباس محمود العقاد».

ويقال أن السبب فى ذلك يعود لرائدة العمل النسوي في مصر «هدى شعراوى»، حيث اطلقت عليه هذا اللقب بعد مهاجمة الحكيم لها جراء طريقتها فى تشكيل الحركة النسوية ومن ثم عقل الست المصرية، آنَذاك.

لكن للقصة زاوية أخرى، قبل شهرة الحكيم الكاسحة، كتب مقال قال فيه:

«أنا اكره المرأة والنظام البرلماني؛ لأن طبيعة كلاهما واحدة.. الثرثرة».

فإذا البرلمان المصري تثور ثائرته، ومن بعده المفكرين والمثقفين وبالطبع الأزهر، والجميع يطالب بتوقيع العقوبة الرادعة على الحكيم، وفصله من عمله كموظف حكومي بسيط، بل والمطالبة بسجنه، إلى أن تدخل وزير الثقافة واكتفى بخصم جزء من راتبه.

الأدهى من ذلك، أن الحكيم وقت كتابة المقال لم يكن ذائع الصيت، وساهم هذا المقال بشكل كبير في شهرته، وهجوم البرلمان والنسويات عليه، ليتردد اسمه في كافة الأنحاء المصرية خلال أيام معدودات من نشر المقال.

والواقعة نشرت على لسان «توفيق الحكيم» نفسه ضمن كتابه «وثائق من كواليس الأدباء» المنشور عام 1977.

وللحكيم مواقف عديدة في ذلك السياق، عداء المرأة.. فعندما نشر «قاسم امين» كتابه الثانى «المرأة الجديدة»، عام 1900م ليتضمن أفكار عن تحرير المرأة وتحسين وضعها الاجتماعي. خرج الحكيم بمسرحية بنفس العنوان «المرأة الجديدة» يعارض فيها فكرة التحرر وخروج المرأة للعمل.

على الرغم من أن آراء الحكيم يمكن النظر إليها وفق المتعارف عليه من ثقافة المجتمع في ذلك الوقت كموروث ثقافي تاريخي، إلا أن المرأة فيما بعد احتلت مكانة كبيرة في الانتاج الأدبي له.

بل إنه أعاد نشر مسرحيته «المرأة الجديدة» وكتب لها تصدير جديد يقول فيه إنه عند نشرها لأول مرة كان تسيطر عليه أفكار نتيجة خوفه من نتائج التحرر وعمل المرأة، لكن أعترف بأنه كان على غير صواب.. فهل كان «توفيق الحكيم» عدو المرأة حقًا؟!