السلام عليكم ورحمة الله شباب ارو اعرف رايكم

الخلاصة:

ظهور داعش والتنظيمات المصلحة ودعم دول خارجية قد يعني اننا بدانا حقبة جديدة من الحرب بالوكالة تستعمل فيها الدول المتحاربة التنظيمات المسلحة لتحقيق اهدافها بعد غسيل مخ اعلامي كبير للشعب المستهف.

التفصيل:

شباب ظهور داعش المباغت والمشبوه ونموها السريع جدا مع ما امتلكته من موارد هايلة بالنسبة لتنظيم لا يرقى اصلا لان يكون دولة, يبعث تساوولات جدية وكثيرة.

من اين حصلوا على هذا التنظيم والعدد والعدة والعتاد والدعم؟؟ وبالتامل والبحث تبين للباحثين والمعنيين ان داعش تلقى مساعدات لا حصر لها من دول عدة ومن انظمة مخابرات عديدة.

و سوا كان هذا الدعم مباشرا بمعنى عيني او كان سلبيا غير مباشر بمعنى عدم اصابة اهداف حيوية للاتنظيم او حتى التاخر في التحرك ضده, وسوا كان الدعم بتنسيق مباشر بين قيادات التنظيم والجهات الداعمة او كان حتى عن طريق الاختراق فان الدعم في كل الحالات كان حاضرا.

ان ظاهرة المنظمات الاسلامية التي تتبنى العنف وسيلة تعتبر حديثة نسبيا ولكن ظاهرة التنظيمات التي ترفع السلاح في وجه الدولة او حتى الجماعات التي تتمرد على الدولة فهي قديمة قدم البشرية. ولكن, الامر الجديد هنا هو استخدام هذي الحركات والتنظيمات من قبل دول خارجية لتحقيق اهداف ومخططات في الدولة المعنية.

على سبيل المثال, في اثنا دخول الشيوعيين الى افغانستان كما هو غني عن التعريف دعمت امريكا (عدو الاتحاد السوفييتي) الجماعات المقاتلة هناك بافغانستان ضد السوفيت عن طريق المخابرات الباكستانية. يمكننا القول انه في حالة تقاطع المصالح دعمت امريكا وبسخا كبير الجماعات هناك لتحقيق هدفها باستنزاف ودحر السوفيت دون ادنى تدخل من طرفها. وحين تمردت هذه الجماعات وخرجت عن السيطرة وبدات تستهدفها الولايات المتحدة نفسها (ربما لانقطاع دعمها لهم بعد الحرب حيث انه لم يعد من داع لهذا, او ربما لان امريكا بداتهم العدواة لتتخلص منهم حتى لا يشكلوا تهديدا لمصالحها في المستقبل), راينا كيف انقلبت موازين الصداقة والعداوة.

ولم يكن لزاما على امريكا ان تنسق مباشرة مع قادة التنظيمات في افغانستان بل يكفي ان يكون هناك وسيط او يكفي ان يكون هناك اختراق للصفوف العليا من قبل امريكا لضمان تحقيق اجندتها. ففي الوقت الذي تحارب فيه امريكا جماعات في افغانستان نراها تغض الطرف عن كثير مما يفعلونه في باكستان لالمجاورة ولا تتدخل الا بما يخدم مصالحها. هذا الدعم السلبي يعني ان امريكا تستخدم المسلحين في باكستان ورقة ضفط على الحكومة الباكستانية. والسبب تقاطع المصالح

تقاطع المصالح بين منظمات الاسلام السياسي المصلحة وبين امريكا في كثير من الدول العربية امر واقع سوا كان هذا بتدبير (مستبعد) او محض مصادفة. فعلى سبيل المثال تعتبر المنظمات المسلحة الجيش الوطني للدولة العدو الاول ولا ينبغي محاربة اسرايل ولا امريكا قبل القضا على "المنافقين" من الجيش الوطني واحداث الفوضى والتقسيم. وهذا بالضبط ما تخطط له امريكا حيث ان هدفها من الشرق الاوسط هو تقسيم المقسم و تفكيك المفكك. هنا صار هناك تقاطعا في المصالح وهو ما يبرر تاخر امريكا في القضا على داعش بل اعترافها انها دعمت الاخير املا في ان يكون سببا في سقوط بشار.

ولكن بعد ان خرج داعش عن السيطرة (فاللعب بالنار له عواقب) وبدا بهجمات عدايية و قوية ونوعية في دول غربية رات امريكا ضرورة التدخل كي لا تفقد مصداقيتها امام شعبها والعالم. العجيب في الامر ان الفوضى التي احدثها داعش والعنف الطايفي قسمت سوريا والعراق على ارض الواقع تماما مثل تقسيم خريطة "حدود الدم" التي وضعها المستشرق اليهودي برنارد لويس قبل اندلاع الربيع العربي بسنوات. والخريطة مرفقة هنا:

الاحداث التي وقعت تبين ان العالم على موعد مع قسم جديد من الحروب ربما يتغازر و يتعاظم في المستقبل الا وهو الحرب بالوكالة عن طريق التنظيمات المسلحة داخل الدولة. فبباسطة يمكن تخيل نمط جديد من الحرب حيث تبدا دولة باستخدام دعاية اعلامية مكثفة لاستحضار نعرات قومية او دينية او عرقية في الدولة المستهدفة ثم بعد تبلور و تاسيس الجماعات المسلحة فيها تبدا دعمها ان مباشرة او غير مباشرة بحيث تتسبب في النهاية في انهيار الدولة او تحقيق مصالح الدولة المستهدِفة.

في نظركم هل الامر فعلا هكذا؟