إذا كنت في مُتحَف مليء باللوحات الفنية النادرة، وفجأة شب حريق . وبإمكانك حمل لوحة واحدة فقط، وإنقاذها والهرب بها، فأي اللوحات تختار؟ هل تختار أقربها لقلبك أم أغلاها ثمنًا أم أشهرها بين الناس؟ قبل أنت تتسرع بالإجابة

مؤخرًا، احتفل «Museo Del Prado - متحف ديل برادو»، والذي يعد أشهر المعارض الفنية في إسبانيا، بمرور 200 عام على تأسيسه.

وعلى الرغم من ذلك فكثيرًا ما كان الشاعر والرسام والروائي والكاتب الفرنسي الساخر «Jean Cocteau - جان كوكتو» والملقب بـرَجُل المئة موهبة، ينتقد المتحف، ويحط من قدره ويراه سخيف، ويعقد بينه وبين متحف اللوفر بباريس المقارنات.

حتى أنه ذات مرة عندما سئل ذات مرة: ماذا تفعل لو رأيت متحف برادو يحترق أمام عينيك؟ فأجاب: لو اشتعل المتحف فلن أنقذ اللوحات، لكنني سأحاول إنقاذ النار.

مما يجعلنا نتسائل عن معايير الفن، أو التي تعمل من عمل ما عمل فني بمعنى الكلمة، أو بمعني أوضح وصريح: متى أصبح العمل -أي عمل- فنّ حقيقي؟! وهو سؤال محير.. فهل العمل الفنّي هو الأشهر أم الأغلى قيمة أم الأحب إلى قلبك؟

أحد أكثر الأجابات عقلانية ومنطقية، تقول أن الفنّ أو العمل الفنّي هو الذي يبقى فنًّا مهما مر الزمان وحتى لو كان ليس له قيمة سوى في عينك.

أما عن إجابة السؤال الذي طرحناه في بداية حديثنا عن اللوحات والنار، فإن الإجابة الأكثر عقلانية تقول أن عليك إنقاذ اللوحة الأقرب من الباب! لا الأشهر ولا الأغلى ولا الأحب لقلبك، وهذا بالطبع في المقام الثاني بعد إنقاذ نفسك...