استيقظت في الصباح، لأجد أن المحلات بالشارع المطل عليه شرفتي، يملؤه البطاقات والورود والزينة، القلوب معلقة على الأبواب، يصاحبها بالونات وألعاب على شكل دببه، وهدايا، واللون الأحمر هو المسيطر على المشهد في كُل مكان.

إنه إذن عيد الحُبّ ، فما هي إلا أيام قليلة ويوشك على الحلول في موعده المعتاد، 14 فبراير من كُل عام.. وبعيدًا عن التصرفات الصبيانية والعبارات الجوفاء: ما هو الحُب؟!

ولو نظرنا إلى الأساطير الرومانية القديمة سنتيقن من أن الحُبّ جميل؛ لأن «Cupid - كيوبيد» آله الحُب، هو الابن الوحيد لـ «Venus - فينوس» آلهة الحب من «Iupiter - جوبيتر» ملك الآلهة.

لكني أجد أن كتاب «طوق الحمامة» لمؤلفه «بن حزم الإندلسي»، من أدق ما قرأت عن الحُبّ، وهو مبني على تجاربه الشخصية التي عاصرها أو مرّ بها، ولم يحفل فيه بغير رأيه، حيث قال فيه:

«الحُبّ -أعزك الله- أوله هزل وآخره جد. دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل.

والحُبّ -أعزك الله- داءٌ عياءٌ وفيه الدواء منه على قدر المعاناة، وسقامٌ مستلذٌ وعلةٌ مشتهاة لا يودّ سليمُها البرءَ ولا يتمنى عليلها الإفاقة؛ يُزَيّن للمرء ما كان يأنف منه، ويسهِّلُ عليه ما كان يصعُب عنده حتى يحيلَ الطبائعَ المركبة والجِبِلَّةِ المخلوقة».

وعلى الجانب الآخر يقول الكاتب السخر «أحمد رجب» في مقدمة كتابه الرسومي «الحُبّ هو»، والذي يعبر فيه عن معاني ساخرة وحياتية عن مفهوم الحُبّ

«الحُبّ هو.. الحُبّ ماذا؟ رغم كل ما قيل في الحُبّ، فلا تزال دنياه جميلة ومثيرة، يلفها سحر السر وغموضه، وسوف يستمر الإنسان -من الأزل إلى الأبد- يحاول اكتشاف الحُبّ».

وإلي هُنا يأتي دورك في الإجابة: ما هو الحُبّ من وجهة نظرك؟! كيف تراه وتنظر له وما معناه بالنسبة لك؟ أما عني، فأجد أن الحُب ما هو إلا الغاز الذي يشغل الموقد؛ ليأتي بأشهي الأطعمة :D