في الأونة الأخيرة كثر الكلام عن علاقات الحُبّ المؤذية/المسمومة للصحة النفسية، وأثارها وطرق التعافي منها، وبعد أن كان الكلام يصدر عن أطباء نفسسين متخصصين، أصبح الكًل يدلو بدله فيها، بعدما تحول الأمر إلى Trend، أصبحنا نرى غير المتخصصين يتصدون لهذا الأمر بالحديث والتحليل.

حتى أمتد الأمر لشاشات البرامج الحوارية، بل ولعالم الكتب أيضًا، ففي معرض القاهرة للكتاب -والذي نقف عن بعد ساعات من إنتهاء دورته الـ 50- صدرت عناوين كثيرة من الكتب حول مفهوم العلاقات المدمرة وكيف تحدث.

فدار النشر الواحدة نجدتها تنتهز الفرصة، وتصدر أكثر من كتاب حول موضوع التصدي للعلاقات المؤذية، وجميع هذه الكتب لشباب الكتاب، وبالطبع مختصين الطب النفسي من الأطباء كان ليهم نصيب منها، كونهم أصحاب المهنة بالأساس، لكن كانت هناك كتابات عديدة لغير المتخصصين.

وهذا ينقلنا لسؤال، لمن علينا الإستماع والأخذ بنصيحته؟!

وأنت تقرأ أي كتاب أو تستمع لأي حديث في العلاقات تأكد إنه ليس مجرد «طق حنك» أو هراء على الورق لصاحبه، وأن مؤلفه لديه رؤية وعلم أو على الأقل مرّ بالتجربة، ويقدم معلومات صحيحة وطرق فعالة للتصدي والتعافي والعبور من أزمة تلك النوعية من العلاقات.

الملاحظة الأقوى إن الإقبال على هذا الموضوع ناتج عن ضعف وفقر وتهلهل العلاقات، وعدم قدرة أطرفها على الإحتواء العاطفي، وتفريغ المشاكل النفسية في صورة مؤذية للطرف التاني في العلاقة (سواء كان هذا الطرف رجل أو امرأة، فالطرف المؤذي ليس مقصور على جنس معين).

والآن: كيف تجدوا المشهد العام ضمن هذا الإطار؟ وهل تجدوا أن تلك الكتب والحلقات النقاشية حول الموضوع مجدية فعلًا؟ أم إنها قائمة على فكرة التسليع المتاجرة؟