يجلس عالم فلك شاب يرتدي نظارة، وهو مرهق في غرفة تحكم مليئة بالإلكترونيات المعقدة جدًا، ويضع على أذنه سماعة، ويمارس مهام عمله في اعتيادية.. وفجأة يسمع صوت فرقعة، ثم تتكرر مرة أخر، حتى يتأكد من سماع صوت الإرسال اللاسلكي الذي لا ريب فيه.

ينتبه ويلتقط الهاتف الأحمر من على المكتب، ويجري إتصال بالبيت الأبيض؛ ليخبرهم بأن أول بث إذاعي من جهاز مخابرات خارج الأرض قد تم ألتقاطه بالفعل.

بما يوحي بإن الفضائيون قادمون، وهدفهم غزو وتدمير الأرض، وعلينا كبشر الأتحاد لمحاربة التكنولوجيا المتفوقة المملوكة لهم، فأفضل سلاح البشرية هو إرادة البقاء على قيد الحياة.


هذا ليس مشهد سينمائي من فيلم «يوم الاستقالال»، ولكن هذا ما حدث بصورة ما في الحقيقة!

فقد طالعتنا الصحف الأجنبية بخبر هام جدًا، مُفداه: وصول إشارات مجهولة ومتكررة -تحديدًا 13 نبضة/تدفق راديوي سريع- غير معروف مصدرها، قادمة من مجرات بعيدة عن مجرتنا.

وهُنا احتمالين لهذا الحدث.. الأول -وهو الأقرب للعلم- إن مصدر تلك التدفقات ناتج عن تصادم نجوم نيترونية، أو اقتراب جسم فضائي من الثقوب السوداء، أي المصدر كوني.

والثاني -وهو السيناريو الفانتازي الأكثر إثارة- إن هُنا حضارة ما خارج مجرتنا، وهي حضارة ذكية ومتطورة، تحاول التواصل معنا بأي شكل، وترسل إلينا بين الحين والأخر إشارات راديوية.

ولو تبنيت السيناريو الفانتيازي، ونظرت بعين الخيال: هل تتوقع أن يتواصل الجيش الأمريكي مع تلك الكائنات الفضائية في المنطقة 51 :D (مزحة لن يفهمها سوى من شاهد فيلم «يوم الاستقالال»).

ولكن لو تم فعلًا الكشف عن وجود حضارة متطورة ومتقدمة، ما وقع هذا على حضارتنا الإنسانية؟ مع ملاحظة إننا كبشر لا نتقبل بسهولة الحضارات المختلفة على نفس الكوكب، فما بالك بحضارة الكائنات الفضائية؟!

على كُل حال، فقد عالجت تلك الفكرة في رواية «اتصال»، لمؤلفها عالِم الفلك والروائي الأمريكي «كارل ساجان»، لتعد بذلك أحد أهم إنتاجات أدب الخيال العلمي على مَرِّ تاريخه.

وفي النهاية.. إذا كان لديك أي مقترحات/سيناريوهات/أفكار/ أراء تخص هذا الموضوع فشاركنا بها...