«واه أندلساه» في مثل هذه الأيام من كل عام يطلع علينا المتباكون على «حضارة الأندلس» والفردوس المفقود، والتراث الفني المعماري الهندسي البديع الذي خلفه العرب فيها، مازال قائم حتى الآن.

«الأندلس» أصبحت «أسبانيا» بعد غروب شمسها عام 1492، وانتهاء الحلم الإسلامى فى أوروبا. ثمانية قرون قضاها العرب في «أسبانيا» حاكمين، ثم أخرجوا منها ولم يعودوا إلى اليوم.

دخلوها في سرعة البرق، رغم قلة العدد والعتاد، فلم يمض بين عبورهم المضيق من المغرب ووصولهم لجبال البرانس، بل إلى نهر الرون في فرنسا إلا أشهر معدودات. ففى القرن العاشر، وبالتحديد فى عام 711 بدأ الفتح الإسلامى لإسبانيا بقيادة طارق بن زياد، الذى هزم ملك القوظ فى معركة وادى بكة.

لكنهم عانوا الشقاء ألوانًا في سبيل ألا يخرجوا منها، ليرحل عنها العرب بشكل نهائى فى عام 1492، بعد إسقاط غرناطة آخر معاقل العرب ، وهو نفس العام الذى تم فيه اكتشاف أمريكا، ليأخذ تاريخ العرب لونًا قاتمًا حزينًا.

ولكن: ماذا لو بقيت الأندلس عربية ولم تسقط؟! هل كُنا سنحافظ عليها؟! أنظروا حولكم لتروا حال العرب، وما وصلوا إليه وما فعلوه في البلاد.. شخصيًا لا أرى أي فائدة مرجوة من التباكي على حضارة الأندلس، بينما نحن ندمر حضارتنا، كغرقى في الصراعات الدموية الداعشية والتعصب الفكري هُنا وهُناك ...