السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العالم تعيش فيه عدت كائنات، كل كائن مستقل نسبيا عن الكائنات الأخرى، هناك طرق وأساليب مختلفة للتواصل بين هذي الكائنات، وبسبب إستقلالية الكائنات عن بعضها ظهرت عدت دوافع تحكم هذا التواصل والإتصال بين الكائنات.

بالنسبة للإنسان، هناك دافعين اساسين لهذا التواصل، وهو دافع أخلاقي مرتبط بالحدود التي تفرضها تلك المجتمعات أو الأديان، ودافع غريزي وهو مرتبط بالرغبات والحاجات الإنسانية.

الإنسان الذي يتبع الدافع الغريزي سوف يسعى للحصول على اي شيء يرغب بالحصول عليه حتى لو لم يكن لديه احقية الحصول عليه.

أما الإنسان الذي يتبع الدافع الاخلاقي عنده قاعدة واضحه جد اًن الرغبة في الحصول علي شيء لا يعني أحقية الحصول عليه، سواءً كانت هذي الأخلاق مستمدة من الدين أو المجتمع أو غيرها، ولكن هذا الدافع كبت رغبات ومشاعر كبيرة في اعماق الإنسان، لأن البعض اصبح يتبع الدافع الأخلاقي كسلوك روتيني دون أن يفهم الغاية الاساسية للأخلاق، البعض اتصطدم بهذي الحقيقة وظن بأن الدين أو أخلاق المجتمع هي السبب في هذا الكبت، وحصل له إختلال ظال كما في مسلسل (breaking bad) فقام وشن هجوم عنيف على كل الحدود التي فرضها هذا المجتمع أو الدين، وكفر وأباح لنفسه كل شيء حرم منه، وهذا خطأ فادح، لأن المشكلة الأساسية ليس في المجتمع الأخلاقي أو الديني بل في عدم فهم أهمية وقيمة الأخلاق من الأساس، اصبح الطفل يظن ان السرقة ممنوعه لأنها تؤدي إلى السجن، والزنا حرام لانه فضيحه وعار، وليس لأنها خيانة تهدم المجتمع وتنشر الفوضى

ولهذا أيها الإنسان الأخلاقي التقي، أن تحرم نفسك من شيء لأجل أخلاقك ودينك وخوفك من الله قبل كل شيء، ليس خسارة أبداً، بل هذا مكسب تفرح به روحك وقلبك قبل جسدك، فلا تظن انك خاسر حتى لا يتحول هذا الشيء إلى شعور مكبوت يكون لك قنبلة موقوته يقضي عليك وعلى بلدك.

قد يقول البعض واي أخلاق اتبع كل دين له اخلاق وكل مجتمع له اخلاق، هنا اقول علينا أن نبحث عن الأخلاق التي لا تجعلنا تحت عذاب شهواتنا ورغباتنا الزائفة، وفي نفس الوقت تعالج هذي الشهوات بطريقة سليمة دون مخلفات قاتلة