السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نبدا على بركة الله هذي السلسلة وهي للتدبر والتفكر في ايات القران الحكيم، هي ليست إثباتات علمية بل دعوة للتدبر والتفكر وطرح وجهات النظر، ومضوعنا الأول هو أقرأ، وهو موضوع متعلق بعلم الكتاب وبالتحديد الكتاب المذكور في الأيات التالية

قال تعالى: "قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)" سورة النمل

قال تعالى: "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59)" سورة الأنعام

قال تعالى: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6)" سورة هود

قال تعالى: "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)" سورة الحديد


حسب وجهة نظري حول مفهوم الكتاب في الإيات السابقة، هو العالم بكل مافيه، يعني الذاكرة الكونية التي تحفظ كل شيء، هو بالضبط المادة والطاقة والمكان والزمان، ونستطيع ربط المكان بصفحات الكتاب، الزمان هو عناوين صفحات هذا الكتاب، المادة والطاقة تكون محتوى الكتاب

وبهذا يكون كل شيء موجود من الأساس اصلاً، نحن فقط مجرد قارى لهذا الكتاب، وهناك قراءة بالحواس وهناك قراءة بالعقل، ولكن في النهاية لن تحصل إلا على ماهو مكتوب لك أو عليك

ولذلك نلاحظ ان اول كلمة نزلت في القران هي "أقرأ" وهذي قد يكون لها عدة معاني مثل انظر، اسمع، تأمل، تفكر أو تحرك، نعم حتى الحركة نحن نقرا إشاراتها في اذهاننا وبعدها يتحرك الجسد حسب هذي الإشارات، إذا لا توجد هذي الإشارات في العقل فلن تستطيع الحركة مهما كانت قوة جسدك، نحن مجبورين على قراءة في حدود الحاضر فقط خصوصا بواسطة الحواس، اما العقل يستطيع قراءة ماحدث لك في الماضي بشكل مجرد ومحدود وقد يخمن بشكل صحيح نسبيا حدث معين في المستقبل، مثل نجاحك أو زواجك وهكذا، لأن العقل غير محدود بحدود الحاضر فقط بل يستطيع البقاء في لحظة مضى عليها دهر، وبما ان العقل غير محدود بزمن معين فإذا استطاع إنسان قراءة إشارات حركة الجسد المادي ككل من الحاضر إلى المستقبل قد ينتقل مباشرة إلى المستقبل ودون ان يشعر من حوله بأي تغير، هذا إذا كان هذا الإنسان موجود اصلا في تلك اللحظة الي سافر اليها، وهذا يتعلق ايضا بطاقة هذا الإنسان وقوة عقله

اظن والله اعلم ان إمكانية القراءة من هذا الكتاب سوف تتطور كثيرا في المستقبل بالنسبة للإنسان، قد نرى قدرات خارقة للطبيعة والمادة هذا ليس شيء عجيب، لأن الذي حصل هو تطور قراءة العقل لهذا الكتاب أو العالم

لكن القراءة نفسها مهمة الوعي نفسه أو الروح، وهذا أمر وعلم يختص به الله وحده، ولكن لنحاول حفظها وتقديرها وشكر الله عليها حتى تبقى معنى إلى ماشاء الله، فهي نعمة عظيمة، والحمدلله رب العالمين

وفي النهاية، اذكركم بقوله تعالى، "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا"

بإذان الله نلتقي في موضوع اخر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته