مضت سنة و شهر و بضعة أيام منذ قررت أن أغير شيئاً بداخلي. شيء فرض الواقع علي أن أغيره. شيء يحكم علاقتي مع الآخرين. التغير صعب على المرء و ليس بتلك السهولة التي يظنها البعض.

عندما يدخل زائر للبيت و أراه، من الطبيعي أن ألقي التحية عليه. لماذا؟ لأن هذا من الأدب و الأخلاق. عندما أجد أحدهم في الشارع أحييه لنفس السبب. جميل. أليس كذلك؟ لكن أين المشكلة؟ عندما تلقى قلة أدب و قلة حياء من هؤلاء. عندما تجلس مع أحدهم تلقى المزايدات و "الوعظ" و النظرة الفوقية ... إلخ. إن كنت تقرأ هذه الأسطر، قد لا تفهم، و ستحتاج لمواقف حتى تتضح الفكرة أكثر. هذا متعمد لأني سأضطر لنشر و ربما كشف أشخاص محددين. حصلت لي مواقف عدة، بعدها تحدثت مع نفسي من أجل تغيير علاقتي مع الناس، هذه العلاقة المبنية على المجاملات و النفاق. ما الذي حصل بعدها؟ حصرت علاقاتي مع الآخرين قدر الإمكان. تركت إلقاء التحية على من ليس لي معه علاقة مباشرة. جعلت المجاملة مع الآخرين في حدها الأدنى، أي بحسب ما تقتضيه الحاجة الماسة.

بدأ الآخرون بملاحظة هذا التغير، حتى صار بعضهم لا يابه لي إن رآني. بعضهم يتحدث عني إن ابتعدت مسافة ما، و كأني بهم يريدون مجاملة مني. هذا ما أتعجب منه حقاً. لماذا يتوقع الآخرين المجاملة مع أنهم يعرفون أنها مجاملة و لا فائدة منها؟ هذا يحيرني حقاً.