السائد حاليا هو ان الانسان ابن ثقافته التي تربى عليها, بغض النظر عن اصله و فصله و ثقافة اجداده

لكن ماذا عن الانتخاب الاجتماعي؟

تخبرنا نظرية التطور ان الكائنات الحية تضمحل فيها صفات و تقوى صفات اخرى مع مرور الاجيال و ذلك كي تتاقلم مع البيئة

الا يمكن تطبيق ذلك على منظومة اعقد, الا و هي البيئة الاجتماعية و الثقافية للانسان, فالاجيال لتتكيف مع البيئة الاجتماعية تنشأ لديها صفات وراثية تدعم وجودها في تلك البيئة الاجتماعية

مثلا في الهند هناك طبقة المنبوذين (الداليت)

في هذه الطبقة نشأت عشرات الاجيال تحت نفس الظروف الاجتماعية تقريبا, الاحتقار و العبودية من قبل بقية المجتمع

بالتالي الا يمكن ان تكون تلك الطبقات قد اكتسبت صفات(وراثية) كي يتأقلموا مع طبيعتهم الاجتماعية؟ مثلا من كان لها صفات وراثية تدعم ميله للثورة ضد وضعه و رفض الخضوع للاحتقار

اما تم قتله او تحرر من طبقته الاجتماعية هذه, و بالتالي عبر الاجيال لم يتبقى في تلك الطبقة الا لمن افتقر لصفات رفض الخضوع و الاحتقار

كذلك الحال بالنسبة لليهود, هناك مئات الاجيال نشأت في بيئات اجتماعية معادية لهم مما وولد ضغوط اجتماعية عليهم و عبر الاجيال اكتسب اليهود صفات كي يتأقلموا مع ذلك

بل يمكن ان يعمم ذلك على شعوب كاملة فلكل شعب نظام اجتماعي مميز, و افراد هذه الشعوب عبر الاجيال اكتسبت صفات مميزة لتتكيف مع البيئاتها الاجتماعية تلك

طبعا الامر يعتمد على طبيعة المادة الوراثية الـ DNA هل يمكن ان يورث بطريقة او باخرى صفات او ميزات اجتماعية للانسان من قبيل الشجاعة او الجبن او الميل للانعزال او الاستقلاية او الميل للرضوخ و التبعية

قد تكون المادة الوراثية الـ DNA تسمح فقط بتوريث الصفات البدنية(الطول و لون البشرة و حجم الدماغ..الخ) و بالتالي الداروينية الاجتماعية تصبح هراء