فكرة أني مجبر احترم وجهة نظرك فكرة غريبة، أنا ممكن احترمك كشخص بس هذا لا يعني أنه مفروض علي احترم رأيك، مهما كانت وجهة نظرك مُقدّسة فلازم تعرف أنه شي طبيعي وعادي إنها تتلقى انتقادات من فئة من الناس.

غالبًا الناس الّي آرائهم ما بتستند على أدنى قدر من المنطق بيحاولوا يفرضوا على غيرهم احترام آرائهم.. وممكن يهددوك لأنه رأيك بيعارض آرائهم، طبعًا غير الشتائم إلّي راح تنزل عليك وعلى أمك وأختك لأنك ما احترمت وجهة نظرهم.. تتخيل يعني إنك عم تناقش بحد بيدافع عن التحرُّش، ورأيك بيعارض تمامًا رأيه، وبالآخر يجي يقولك لاااا أنت لازم تحترم وجهة نظري. او بنفس المنطق، ممكن تحاور واحد أفكاره داعشية، بيأيد قطع يد السارق والرَّجم وحّد الحرّابة وزواج الصغيرات وسبَّي الأزيديات، وجميع الجرائم التأريخيّة الّي بتدعّم آرائه.. ويجي يقولك لازم تحترم وجهة نظري.

الأفكار العظيمة على مَرّ التأريخ ما صارت عظيمة إلا لما تعرضت لآلاف الانتقادات وما زالت منطقية لحد اليوم، فإذا حاسس أنه أفكارك صحيحة ومنطقية ليش تزعل وتهدد إذا غيرك ما بده يصدّقها؟ هذا هو الإقصاء بحد ذاته، انا ما بطالبك تحترم وجهة نظري، لأنه احترامك ما بيضرني ولا بينفعني، بس أنت مجبر تحترمني كشخص مهما تعارضت أفكاري مع أفكارك، لأن الأفكار ما بتحس ولا بتبكي ولا بتنجرح، لأنها بكل بساطة أفكار مو أشخاص.. مجرد أفكار لا تُسمن ولا تغني من جوع.

المثل الشعبي الّي بيقول الشجرة الّي انزرعت عوجة بتكبر عوجة.. فهذا المثل بيتكلم عن الشجر مو عن عقلك. أفكارك الحالية من أول ما جيت على الدنيا لحد هذي اللحظة الّي عم تقرأ فيها، معرضة للتغير طالما عم تشغّل عقلك وتناقش وتنتقد وتبحث وما بتأخذ المعلومات على الجاهز وترددها مثل الببغاء.