عندما كنت صغيرا كنت في قرية صغيرة

القرية كلها مسلمة ما عدا بيت واحد فقط هو المسيحي

وكنت استغرب جدا كيف يمكن لاحد ان يكون مسيحيا

الم يقرا الكتب الا يعرف التاريخ الا يري التلفاز

لا بد انه اناس غير منطقيين لكي يكونوا مسحيين

وبعد فترة انتقلنا من هذه القرية الي المدينة

وعندها اكتشفت ان الكثير (بل اغلب مدينتي) مسحييون

طبعا كان فكري مشوش كيف يمكن هذا

ان المنطق يقول ان الاسلام هو الصحيح

وهنا بدأت مسيرتي في التشويش

لانها بعدها اكتشفت انه ليس الامر في الديانات فقط

ولكن تقريبا في كل شئ

لينكس افضل منطقيا

ويندوز افضل منطقيا

الارض كروية منطقيا

الارض مسطحة منقطيا

الانسان اصله حيوان منطقيا

الانسان اصله انسان منطقيا

وغيرها الكثير من الامور

حتي اني كرهت حياتي ولم أعد اعرف ما هو الشئ المنطقي وما هو الشئ الغير منطقي

حتي في المناظرات من المفترض انه في النهاية يجب ان يكون هناك

راي صحيح وراي خاطئ منطقيا

ولكن اكتشف ان كلا الرأين كما هما لم يتغيرا

حتي ولو كان الرأي الاخر صحيح منطقيا

عندما كنت في القرية وانا صغير كان ذلك منذ طفولتي

وحاليا عندي 18 سنة

وطوال الـ18 سنة تلك

تعلمت انه يجب احترام الرأي الاخر حتي ولو لم يكن منطقيا في نظرك

لانه "منطقيا" المنطق هو منطق في نظرك انت فقط

فعندما اقول ان الالله هو واحد وان هذا شئ منطقي

سيقول الاخر انه لا يوجد الله من الاساس وان هذا هو الشئ المنطقي

ومهما حدث ومهما وضعت من براهين سيظل الحال كما هو

,

حتي وان قلت لا انا مختلف فانا كنت علي الرأي (أ) واصبحت علي الرأي (ب) عندما

تعاملت بالمنطق

للاسف فانك ومهما حدث لن تستطيع رؤية الحقيقية كاملة

ولن تستطيع تعرف كل ما يدور في الرأي (أ) وكل ما يدور في الرأي (ب)

انت فقط رأيت القليل منهم واعتبرته امر منطقي

فلو رأيت المنطق من وجه نظر الرأي (أ) ستقول انه هو المنطق الصحيح

وان رايت المنطق من وجه نظر الرأي (ب) ستقول انه هو المنطق الصحيح

.

.

للاسف المنطق منطق في اعيون اصحابه