هذه الأيام سجلت بعض حالات الإصابة بالكوليرا في الجزائر فقام بعض تجار المياه المعدنية بالرفع من أسعارها مستغلين خوف الناس من الشرب من مياه الحنفيات، أعرف بعض التجار الذين أصابهم الثراء بسبب الحرب أو الأزمات فيتم تسميتهم بتجار الحروب، كنت في إبان بداية الثورة الليبية أقوم بإيصال شحنة من الطماطم و الخضروات و البقالة لعائلات صديقة في مدينة الزاوية في ليبيا ،وبما أن الشاحنة كبيرة فقد حملتها بكثير من البضائع وقتها الإخوة الليبيين في وضع حرب بعضهم لاجؤون خارج بلدهم و بعضهم محاصر في مدنهم ،كما أن بعض المدن كانت معقل أتباع النظام السابق مثل إحدى القبائل التي تم تهجيرها إلى يومنا هذا (سأعود للحديث حول هذا الموضوع مرة أخرى) ، كان سعر الطماطم على ما أذكر حين إشتريته بعشرين سنتا ،و بما أن الشاحنة مليئة بالبضائع ،فقد إقترح علي صديقي بشير الليبي أن أتاجر في الخضروات و سيؤمن تواجدي ،وكان سعر البيع وقتها في السوق بين نصف دولار و دولار ونصف ، و الناس ملهوفين على الشراء ،فكنت أجلس فوق الشاحنة و أقول من لا يملك يأخذ مجانا لكن عزة أنفسهم تأبى عليهم ذلك فكنت أرجع يوميا بأضعاف رأس المال، وكان هناك من يأخذ فوارغ الرصاص ويبيعها لمعامل الرسكلة و عدة فرص مرتبطة بالحرب ، خاصة المواد التموينية و من أذكى التجار ،شاب إسمه عمران كان يبيع شموع الإنارة ،فقد كان الكهرباء ينقطع عليهم و هناك طلب عليها ،و شاهدت من يبيع المولدات العاملة بالديزل كذلك تجارة الأدوية فبحكم علاقنتا مع بعض العائلات هناك كانو يوصون على الأدوية المفقودة ...

هذا بالنسبة لصغار التجار ،هناك كبار التجار الذين يستغلون الوضع لزيادة أرباحهم و مضاعفتها ، ففي سوريا وقت حصار الغوطة كان هناك تاجر هو من يسيطر على المعابر و يدخل البضائع للمحاصرين و يأخذ الأتاوي ليعطيها للجيش...

فرص إعادة الإعمار :

بعد الحرب هناك فرص كبيرة للشركات في مجال إعادة الإعمار من تمديد الكهرباء و إصلاح الطرقات و بناء المساكن و غيرها خاصة في قطاع الهندسة المدنية لذلك يسيل لعاب الشركات الكبرى فالحرب فرصة لزيادة مداخيلها...