حرام-كافر-ذنب | كلمات لن اقولها مجددا

لا أعتقد أنه من اللطيف في عصرنا هذا اطلاق لقب كافر على كل شخص يخالفك في امور فرعية من الدين -كما يفعل الكثيرون ومنهم شيوخ الأزهر-، كما لا أحبذ إطلاقها على المخالغين عقائديًا مثل المسيحيين واليهود، لأن الكلمة بمرور الزمن أكتسبت معاني أخرى أسوأ وتبعث على شعور سيئ وتوحي بضرورة القيام ببعض الأفعال ان صدرت عن رجل أو هيئة لها شأن، فقد تؤدي لقتله -وحصلت آلاف المرات- أو أقل القليل عزله إجتماعيًا والإتجاه إليه بنظرات كلها بغض وكره واشمئزاز، فإما ألا تستخدم الكلمة وخصوصا انك مطالب في الاحاديث النبوبة بالبعد عن إستخدامها، أو توضح للناس معناها الحقيقي، أما بالنسبة لرأيي الشخصي فأنا أرى أن كلنا كفار ببعضنا البعض، وكلنا كفار بما آمن به الأقدمون، من المستحيل أن تجد أحدًا يملك نفس أفكارك، فنحن كفار بأفكار بعض البعض، وفي المجال الديني فمن المستحيل أن تجد شخصًا تتفق معه في كل مسائل الدين فكلنا كفار ببعضنا البعض، حتى في الأصول فعلى الاغلب من شبه المستحيل أن تجد اثنان يرون الله بنفس الطريقة بالضبط، فان تكلمنا من الناحية المنطقية الفلسفية فلا قيمة لتلك الكلمة لاننا كلنا كفتر وهذا الوضع الطبيعي، الا لو استخدمت بشكل فضفاض أكثر وحينها نضطر لوضع اثنان ليست لديهما نفس الافكار بالظبط معًا ضد شخص ثالث، لان افكارهم متشابهة، ولو استخدمنا هذا المنطق فمن المفترض انه بامكاننا ان نصنف المسلمين مع المسيحيين أيضا ضد الملحدين مثلا لان افكارهم الدينية متقاربة وهكذا.

كافر, فاسق,شهيد..... كل هذه الكلمات هي كلمات دينية وتقال لكل من وقع في حكم شرعي يقول بكفره او اذنابه او فسقه....

نلاحظ اليوم ان من اختلف مع احد يقول بكفره حتى لو كان اختلافا سياسيا او اختلافا من اجل مصلحة شخصية, اما الإختلاف الذي يحاولون من خلاله ضرب الدين او تمييعه ما الى ذالك فأحكام العلماء حتى قديما واضحة فإن كان كلامه يوقعه في حكم يكفره فهو كافر حتى لو اجتمعت كل وسائل الإعلام على انه من اهل الجنة.

اما الشيوخ فأنا لم اعد اهتم بهم (اقصد شيوخ هذا الزمن) إلا رجلين اثق في علمهما و في حيادهما الديني اتجاه الجميع مهما كانت صفتهم و مقامهم.