بعد هزيمة العراق الساحقة في حرب 1991 نظام صدام و اجهزته الاعلامية, اعتبرت تلك الحرب نصر و سمته "ام المعارك" بحجة ان تحالف 31 دولة لم يقدر على احتلال العراق! المهم معظم الشعب حتى في الطبقات الشعبية الموالية للنظام لم تصدق ذلك و اعتبرته اضحوكة

و لكن نجد النظام المصري و ذراعه الاعلام في مصر كان اقوى بكثير من نظيره العراقي, بحيث نجح في تغييب وعي الشعب, حول حرب اكتوبر من هزيمة الى نصر تاريخي للمصريين!

سابقا كنت اعتقد ان الحرب لم ينتصر فيها احد بل كانت النتيجة تعادل فضخمها المصريين و حولوها لنصر, بالعقل لو مصر انتصرت لاستعادت سيناء عسكريا(و لو جزئيا), و لكن استعادتها مقابل الخروج من الصراع مع اسرائيل و الاعتراف بها!

و لكن بقراءة اكثر حول هذه الحرب اتضح انها لم تكن حرب متعادلة بل كانت هزيمة لمصر, فاسرائيل ابادت 250 دبابة مصرية حاولت التقدم في سناء, و اسرائيل عبرت غرب القناة و جولدا مائير ذهبت و تصورت هناك(في غرب القناة) ثم حاصرت اسرائيل الجيش الثالث المصري, و تقدمت تجاه عدة مدن في افريقيا و اصبحت على بعد 100 كيلو من القاهرة! و ارادت التقدم اكثر و لكن تحت ضغط امريكي-سوفيتي ثم تهديد سوفييتي بالتدخل المباشر و ضرب اسرائيل عندها توقفت اسرائيل.

فاذا مقابل تجاوز خط بارليف(الانجاز الوحيد للجيش المصري), 1- الجيش الاسرائيلي عبرت غرب القناة و وصل افريقيا 2- حاصرت الجيش الثالث المصري(بشكل كامل), 3- اصبحت المدن المصرية و من ضمنها القاهرة تحت نيران الجيش الاسرائيل

طبعا الاخوة المصريين يقولوا انتصرنا و قاتلنا ببسالة و عبرنا خط بارليف و لكن بفعل الخيانات و حصلت الثغرة . كل ذلك غير مهم الحروب بنتائجها عسكريا و سياسيا(الاعتراف باسرائيل مقابل استعادة سيناء و منقوصة السيادة!)

المصريين طوال 66 سنة (منذ ما يسمى ثورة يوليو) تم تغييب وعيهم و جعلهم يتفاخرون بالجيش و اعطوه هالة من القداسة, رغم انه جيش هزائم(48 و 67 و 73) مهمته بالدرجة الاولى حماية النظام(هو النظام نفسه) و الانقلابات

و لو كان المصريين واعين لحقيقة الجيش المصري لما حدث انقلاب 2013 و لما اتى شخص كالسيسي ليحكمهم

طبعا بقية الجيوش العربية نفس الحال جيوش هزائم لم تنتصر في حرب واحدة, كل عملها حماية الانظمة و القيام بانقلابات و لكن الفرق في مصر الجيش يحضى بدعم كبير من الشعب

فيديو يتحدث عن حرب 73