أكثر من يسفتزني هم عبيد الحضارة الغربية المبهورون بكل ما يأتي من أسيادهم، العبيد الذين لا شغل لهم إلا إزعاجنا بمديحهم للغرب وحضارتهم وبلادهم والنظام عندهم. وعندما نُذكِرهم بجرائم هذه الدول التي تسمى متحضرة أول رد نتلقاه ما ذنب الأحفاد فيما فعل الأجداد!

الرد مستفز أكثر من فعل التمجيد والإعجاب. هؤلاء عميت قلوبهم وأبصارهم عن رؤية الحقيقة، وأصبحت ذاكرتهم أضعف من ذاكرة الذبابة نعم هم هكذا..

أي أحفاد وأي أجداد! الحرب العالمية التي قتلوا فيها الملايين من البشر عمرها أقل من مئة سنة يعني مجرمي تلك الحرب ما زالوا على قيد الحياة.

نسي هؤلاء العبيد إجرام هذه الدول في قتل واستعباد آبائهم قبل فقط أقل من مئة سنة.

نسي هؤلاء العبيد أن هذه الحضارة التي يمجدونها والتي ينعم بها من يسمونهم الأحفاد بنيت على دماء آبائهم وخيرات شعوبهم المنهوبة.

الأحفاد لا يقل ذنبهم عن أجدادهم ولا بدرجة واحدة، فهؤلاء الذين تحاولون أن تعذرونهم يترفهون وينعمون على دماء أهلكم.

ولماذا نبعدها أصلا وكأن جرائم هؤلاء انتهت! ما زالت بلادنا مستعمرة، أمريكا بالأمس القريب قتلت الملايين في العراق وافغانستان وغيرها. روسيا كذلك، فرنسا كذلك، واختر أي دولة من هذه الدول التي تسميها متحضرة وانظر أفعالهم وعلام بنيت حضارتهم المجرمة المتخلفة أخلاقيا.

الواحد من هؤلاء العبيد يذهب ليعيش في أحد تلك الدول او يذهب زيارة يصبح علينا في اليوم التالي بكلامه انظروا الحضارة انظروا التقدم!

حضارة مادية خالية من أي أخلاقيات انسانية، ترى سوء أخلاقهم في أول حرب أو في لحظة غياب للقانون. تتكشف لك عندها معادنهم الحقيقية.

وكلمة لجماعة التقدم العلمي، كأن هذا التقدم هكذا أتى من الفراغ في تلك الدول، اذهب واقرأ احصائيات انفاق حكومات تلك الدول من المال على البحث وعلمي ثم تعال أخبرني مصدر هذا المال. ستجد الإجابة عند العبيد طبعًا "رؤسا...نا".


ذاكرة الذبابة لأنها تنسى أنها ضربت رأسها في زجاج الشباك فترجع بعد أقل من ثانية لتضرب رأسها مرة أخرى محاولة الخروج من نفس المكان