الفيلم الإباحي هو فيلم منتج بغرض تقديم إثارة جنسية للمشاهد، وغالبًا ما يتضمن تصويرًا لنشاط جنسي. الأفلام الإباحية في الوقت الحالي تباع أو تؤجر على أقراص دي في دي، كما قد تقدم عبر شبكة الإنترنت، أو القنوات الفضائية، أو قنوات الكيبل، أو في سينمات البالغين.

ويكيبديا

سنركز حديثنا اليوم على عدة محاور، أولها الإيمان، إيمان مني بحقيقة أن الدعوات لمنع الافلام الاباحية ونشر اضرارها والابتعاد عنها لا تزيد الفرد الا حبًا لها وشوقًا وشغفًا، وهذه القيمة الانسانية أطلق عليها تسمية "الأبيح الممتنع" أو باللغة العربية "المحرم أكثر اثارة من الحلال"، وهذا المبدأ يمكن ملاحظته منذ بدء الخلق بدءًا بقصة آدم والشجرة المحرمة، مرورًا بقصة قابيل وهابيل وعبادة العجل لدى قوم موسى ورغبة بعض المسلمين في شرب الخمر حتى لو لم يجربوها قط، وكتبوا فيها الأشعار حتى! انتهاءًا بموضوع اليوم وهو الأفلام الإباحية.

المحور الأول

اذًا المحور الأول لدينا هو "الأبيح الممتنع" ويعني الرغبة في كسر التابووه وفعل ما هو محرم لأنه محرم بغرض التجربة، وهذه الطبيعة البشرية نابعة عن الفضول البشري ممزوجًا بما قد يسميه البعض "شيطان الفرد" أو "نفسه"، وهذه الصفة لدى البشر تمثل المحرك الأول، والدينامو لمشاهدة الافلام الاباحية، فهي تطلق الشرارة الأولى ثم تختفي لتترك إدمان الأفلام الاباحية للمحاور الأخرى ثم تعود بشكل متقطع لتثيرك فقط لتجعلك تشاهد نوع جديد من تلك الأفلام، ويظهر أًثر "الأبيح الممتنع" في بداية مرحلة المراهقة لدى أي انسان -معروف أن إدمان الأفلام الاباحية يبدأ مع سن المراهقة-، وفي بداية مرحلة المراهقة البشرية-مثل آدم والشجرة المحرمة-، وبداية مرحلة المراهقة لأي نظام فكري -مثل مرحلة المراهقة الاسلامية ورغبة البعض في الرجوع لشرب الخمر- واليوم نتكلم عن الافلام الاباحية، فسنتكلم عن مرحلة المراهقة لصناعة الأفلام الإباحية التي بدأت رديئة عادية وتطورت لتصبح أحد أهم الصناعات في القرن الحادي والعشرين والتي تدر دخلًا مقداره 100 مليار دولار أمريكي وأكثر من 11 ألف فيلمًا سنويًا.

وقت مستقطع

بدأت صناعة الأفلام الإباحية في أواخر القرن التاسع عشر مع اختراع الصورة المتحركة "الفيديو" وكان من روادها يوجين بيرو Eugène Pirou وألبيرت كرشنر Albert Kirchner اللذان صنعا فيلمًا (1) تحت عنوان Le Coucher de la Mariée -ترجمة الاسم ممكن أن تكون بالمصري "الدُخلة" أو حرفيًا" وقت نوم العروس"- وكانت مدته 7 دقائق وبالتأكيد كان صامتًا، أما عن الصور غير المتحركة فالحديث بدأ مع اختراع الكامير أساسًا وقبل اختراع الكاميرا كانت تصور على جدران المعابد بعض الصور التي تصور بعض المشاهد الجنسية كما في بعض النقوش الهيروغليفية، وحتى أقدم من النقوش الهيروغليفية وجد علماء ألمان ما سموه "أدونيس العصر النيوليتي" أي العصر الحجري الحديث، والذي يعتقدون أنه يمثل تمثال رجل يميل على تمثال أمرأة ويعود ل7200 سنة مضت(2)، وبالتأكيد قبلها كانت هنالك تماثيل كثيرة تمثل المرأة وتظهر مفاتنها وأحيانًا العضو الأنثوي، ولكن هذه التماثيل أفضل تفسيرها بشكل ديني ويمكنك الرجوع لكتب فراس السواح مثل لغز عشتار.

على مدار تاريخ بلاد ما بين النهرين أنتشرت عبادة إنانا وما يقابلها من آلهة الجنس والحب، حيث كانت المعابد أماكن للبغاء المقدس، وهذا يدل على التاريخ الطويل لارتباط الجنس بالدين، فتجد العديد من التصويرات لمشاهد جنسية من داخل المعابد بدءًا بسومر وانتهاءًا بالآشوريين، واستمر الأمر على مدار تاريخ البشرية عند المصريين والإغريق والرومان والاسيويين والاوروبيين وبعد ذلك في رسومات عصر النهضة حتى وصلولوا لعام 1839 وقام لويس داجير بالتقاط أول صورة اباحية بجودة عالية واستمر الأمر ليصل للمانجا والأنمي والأفلام وكل شيئ تقريبًا في العالم الآن!!

النهاية

المحور الثاني

في البدء، كانت صناعة الأفلام الإباحية تافهة، مجرد تسجيل خام للعملية الجنسية بلا الكثير من الإبداع، ورغم ذلك فقد انتشرت كثيرا حتى كانت بعض السينمات تخصص وقتًا بالليل لعرضها، فما الدافع لمشاهدتها يا ترى؟ هي الشهوة والحرمان ، أعتمدت صناعة الأفلام الاباحية في البداية على اثارة شهوة المشاهدين بامكانياتها الضعيفة فلم تملك المال لجلب وتدريب ممثلين مثل المتواجدين على الساحة اليوم، ولكن رغم رداءة الانتاج في الاغلب حتى أواخر القرن الماضي حظت بشعبية كبيرة، ويرجع ذلك لحرمان المشاهدين من الجنس، فأغلب مشاهدي الأفلام الاباحية من المراهقين ومن لم يتزوجوا بعد، وقد يعترض البعض على أن الافلام الاباحية تنتشر حتى في البلدان المنفتحة جنسيًا، وسأخبره أن ذلك يعود للمحور والعامل الثالث في حديثنا اليوم وهو مختص بآخر 70 سنة من تاريخ البشرية وتطورها، ولكن حتى ذلك الوقت كان الاعتماد الكلي على الطبيعة البشرية لجذب المشاهد وعلى اثارة شهوة المراهقين والكبار ذوي الحياة الجنسية المنعدمة تقريبًا فبذلك يعتمدون على الشهوة والحرمان، ولذلك تنتشر الأفلام الاباحية في بلداننا، ولذلك يحرص الريف على التزويج المبكر للناس، ولكنني لا أدعو للانفتاح الجنسي فهو سيؤدي لمصائب أكبر، أضف لذلك أنه لن يوقف ادمان الافلام الاباحية فهو لم يوقفها في الغرب، كما لم يوقف الانفتاح الجنسي لدى العرب قبل الاسلام ظواهر مثل نكاح الحيوانات والاستنماء، لأنه دائمًا هنالك من لن يجد شريكًا جنسيًا، وهؤلاء حقيقة بشرية لا نهاية لها أبدًا، ولكن أرى أن المحاور الثلاثة لدينا اليوم مترتبة على بعضها البعض، وبالتخلص من المحور الأول ينتفي المحور الثاني والثالث، والتخلص من المحور الأول يحتاج لتربية النفس وتقويمها، وهذا قد يكون ما قصده الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما نصح من لم يتزوج بالصيام، لذلك فالمحور الثاني الذي يعتمد عليه اقتصاد هذه الصناعة هو الشهوة والحرمان في المجتمعات البشرية.

احصائيات

هذا الموقع يعطي احصائيات فورية عند عدد مرات البحث عن الافلام الاباحية

، ويظهر فيه حدوث ما يقارب 8 مليار بحث على الاقل عن الإباحيات -باعتبار نسبة خطأ ولو بسيطة في خوارزميات الموقع- ولاحظت أيضًا ملحوظة مهمة جدًا على الموقع تقول "أن 9 من كل 10 أشخاص يزورون المواقع الاباحية المجانية فقط" أي أن نسبة 10 بالمئة من رواد المواقع الاباحية يشاهدون المحتوى المدفوع، وهو ما يعطينا ما قد يكون محور رابع في الترتيب أول في الأهمية صراحة وهو "المجانية" والتي لم تتوافر طوال الوقت ولكن يبدو أنها إحدى نتائج عصر الانترنت، فكل من لديه انترنت يمكنه الوصول لافلام اباحية ذات جودة عالية مجانية نسبيا -طبعا هنالك اعلانات ولكن لا يحسبها احد وامور أخرى-، وهي ملحوظة هامة جدًا جدًا، لأن المجانية تؤدي دائمًا لجذب نسبة 10 بالمئة لشراء المواد المدفوعة وهذه النسبة كافية لتحقيق ربح كبير للشركات، فالمجانية النسبية هذه وسيلة لتحقيق ربح أكبر عن طريق جذب رواد أكثر وبالتالي محصول دائم من المشاهدين الذين سيأتون لأن المحتوى مجاني فقط ومن سبيل "المجاني أكثر منه" "ولا ضرر في تجربته" فيوقعونهم في شباك الادمان، فتستمر نسبة كبيرة منهم على المحتوى المجاني ونسبة صغيرة تتجه للمحتوى المدفوع حتى يشيخوا ويموتوا وياتي آخرون مكانهم بنفس النسبة وهكذا.

"واحد من خمسة أبحاث على محركات البحث تتضمن كلمة اباحية""90 بالمئة من الأولاد و60 بالمئة من البنات شاهدوا محتوًا جنسيًا بشكل عارض قبل سن ال12" "سن اكتشاف الاباحية لدى الرجال هو 12 سنة في المتوسط" ولكنني أعتقد أنه يقترب من 13 أو 14 سنة في المتوسط في البلدان العربية، "الأزواج السعداء أقل عرضة لمشاهدة الافلام الاباحية بنسبة 61%"

هذه كانت بعض الإحصائيات ولنكمل حديثنا.

المحور الثالث

ادخال عناصر السينما، عناصر مثل الدرما والقصة والإخراج الجيد ومعدات التصوير المتطورة والممثلين المحترفين وبالتأكيد الجميلين، عناصر مثل القصة ولو كانت تافهة تضفي بعض الواقعية للفيلم الإباحي لتقريبه أكثر من نفس المشاهد، القاعدة "أجعله يخجل أكثر يستمتع أكثر"، وتنوعت القصة بين البساطة والتعقيد فتبدأ برجل يقابل امرأة على الانترنت ويأخذ معها موعدًا ثم تأتي لمنزله وهكذا، أو أكثر تعقيدًا مثل صنع فيلم كامل بحبكة كاملة عن الصداقة والحب وغيره والمشاهد الجنسية تمثل ثلاثة أرباع الفيلم فيعتبر فيلمًا سينمائيًا ويمكن مشاهدته في السينمات مع أنني أكاد أقسم أنه فيلم اباحي مثل فيلم 50 shades of gray، إلى قصص معقدة أكثر مثل صنع عالم سينمائي كامل تتفاعل فيه شخصيات كثيرة مثل مدرسة ما وأعرف سلسلة أفلام واحدة فقط لها هذا النمط حسب بحثي البسيط ولا تقوم بمثل هذه الأعمال سوى الشركات الكبيرة، وبالتأكيد القصة القوية فقط لمدمني الإباحيات الhardcore لأنها ليست مجانية في أغلب الوقت، يتركوها لمن شاهد كل شيئ في العالم ويريد شيئًا جديدًا، ويشتهر هذا العنصر في المانجا والكوميكس بشكل أكبر عن الأفلام الإباحية، وبالتأكيد الإخراج والتطور التكنولوجي في أدوات التصوير والتسجيل له عامل مهم، فاضاءة ممتازة وديكور رائع وممثلين وسيمين يجيدون التمثيل مع بعض الأصوات وجهات تصوير جيدة تجذب المشاهد أكثر من فيلم رخيص صوره هواة بكاميرا هاتف محمول من نوع نوكيا أو سامسونج، فلعناصر السينما الحديثة الدور الأهم في عصرنا هذا، حيث جعلت الفيلم الاباحي غير مقتصر فقط على من يبحثون عن الشهوة والمكبوتين، بل تستغل المحور الأول لتجذبك ثم تنافس افلام السينما العادية بشتى الوسائل أو تصبح بنفسها فيلمًا سينمائيًا -50 ظلًأ للإباحية-، فيستخدمون الكوميديا أحيانًا، والرعب حتى، والدراما كثيرًا جدًا، ولكن يظل العنصر الأهم الجنس وكيف يوظفون كل معدات القرن الحادي والعشرين وانسان القرن الحادي والعشرين الذي يقال أنه أجمل انسان مر على الأرض في صناعة أفلام تجعلك تدمنها فقط لأنهم ينظرون إليك على أنك مجرد حيوان شهواني.

وأخيرًا:

كتبت هذا الموضوع لأضع بعض أفكاري عن هذا النوع من الصناعة، ولأنني مؤمن بأنه اذا أكتشف الانسان أنها مجرد صناعة وأن كل ما يحدث أمامه تمثيل سيقلل هذا من الدافع الأول، والمحرك الأول، فالأمر لم يعد مثيرًا والجنس ليس بتلك المتعة الغريبة التي يصورونها لك وستكتشف ذلك بنفسك بعد الزواج، وأيضًا جسدك سليم ولا مشاكل فيه ولا تحاول مقارنة نفسك بهم لأنهم يأخذون الكثير من العقاقير التي تفقدهم القدرة الجنسية أصلًأ بعد بضعة سنوات، أعتقد أنك لا تحب أن تفقدها فلتحمد الله على تلك النعمة وعلى أنك لن تموت -على الأغلب- بمرض جنسي لأن أحدهم طلب منك أن تمارس الجنس على أرض مزرعة قذرة بين روث الحيوانات! أو الأسوء أن يجعلك تفعلها مع أحد الحيوانات! وصدقني لن تستمع -على الأغلب إلا لو بك أمر ما- بإغتصابك، ولن تستمتع بأن يطفء أحدهم السجائر تحت إبطك أو يذيب الشمع عليك، ولن تستمتع بخيانة زوجتك، ولن تستمتع أبدًا بأي ممارسة جنسية عنيفة لأنها على الأغلب ستؤدي لهتك أعضاءك، ولن تستمتع بالكثير من الممارسات الجنسية أذكر أن رجل تم اغتصابه من عدة نساء وتناوبن عليه حتى مات بالسكتة القلبية، لذا لا تتخيل أن الجنس الذي تشاهده بهذه المتعة، هو مجرد تمثيل في تمثيل، تمثيل من الممثلين بأنهم يستمتعون مع أنهم قد يتألمون ويجهزون كثيرًا ويوقفون التسجيل عدة مرات ويصرخ ألمًا ليلًا من الأشياء الغبية التي يقم بها نهارًا أو حسب متى يعمل-، وتمثيل من المشاهدين بأنهم يعتقدون أن ذلك حقيقي وهم يعرفون أنه تمثيل ولكن يودون لو أنه كان حقيقيًا وأننا نعيش في عالم فنتازي حيث الإغتصاب جميل والنساء يستمتعن بذلك والجنس مع الحيوانات لا يقتل والأوضاع الغريبة تلك لن تقتلك يومًا وممارسة الجنس مع كل هذا العدد من الممثلين سيقتلك بعد ثلاث سنوات بحد أقصى وسيدمر عليك حياتك.

وانتهينا، لم أدري هل مجتمع ثقافة أحق أم ماذا ولكن وضعت الموضوع وانتهينا، وفكرت في نشره كمجهول حقًا ولكن لا يهم.


(1) Encyclopedia of Early Cinema ص 518

(2)