في اثناء وجودي في تركيا, حينما كنت اذهب لدوائر الدولة هناك لتمشية المعاملات

لاحظت دوائر الدولة التركية تختلف كثيرا عن دوائر و مؤسسات الدولة لدينا

الدوام 5 ايام في الاسبوع(السبت و الاحد عطلة), مدة العمل 9 ساعات(يتخللها ساعة استراحة) من الساعة 8 الى 5, بينما لدينا(في العراق) الدوام ينتهي بالساعة 2 ظهرا و عمليا ينتهي قبل ذلك(و في رمضان تقلص ساعة)

اي الموظف التركي يعمل اكثر بمقدار ساعتين باليوم, 40 ساعة شهريا أو 480 ساعة سنويا(80 يوم عمل بواقع 6 ساعات يوميا) اكثر من الموظفين لدينا

الموظفين هناك كانهم الات في عمل متواصل, في الساعة الثامنة الكل متواجدين, و الدوام ينتهي رسميا و فعليا الساعة 05:00 تماما, اذكر مرة تاخرت و وصلت قبل نهاية الدوام بربع ساعة, فقلت تأخر الوقت و ذهبت فرآني احد الموظفين و اخبرني بان اكمل معاملتي لان الدوام لم يتنهي بعد, بينما لدينا اذا ذهبت قبل نهاية الدوام بساعة الموظف يتذمر لانك اتيت متأخرا!

الموظف هناك تشعر و كانه يطلب رضا المواطن و قليل ما تجد موظف متذمر كالذي لدينا و كانه يعمل تطوعا و من دون مقابل

في المؤسسات المزدحمة, يتم تخصيص الات لحجز ارقام الطابور و من ثم استلام من قبل الموظف , و ان كان الزحام كبير جدا يتم العمل على جدولة المواعيد عن طريق الحجز من خلال الانترنت

العمل(خصوصا في النظام الداخلي للدوائر او المؤسسات و ارتباطها بالمؤسسات الاخرى) الكتروني و يعتمد على الشبكات و الاوراق بمثابة توثيق خصوصا للمواطنين, بينما لدينا العمل في معظمه ورقي حتى داخل البنوك!

و الكثير من المعاملات(بالنسبة للمواطنين) تنجز الكترونيا عبر الانترنت و يتبقى فقط امور بسيط اثناء مراجعة المؤسسة المعنية, هذا عدا عن دفع اجور الكهرباء و الماء و الضرائب و خدمة الانترنت تدفع الكترونيا ايضا

مدراء الدوائر تشعر و كانهم موظف عادي مثل البقية بينما لدينا المدير تجده من عالم ثاني و كثيرا ما يكون غير متواجد في مكتبه

و بالنسبة للرشوة موجودة و لكن على نطاق ضيق

اما الاجور فالمتوسط بحدود 1000 الى 1500 دولار(راتب المعلم 1000$ في بداية عمله)

عندما نقارن بنظرة شمولية بين المؤسسات التركية و المؤسسات لدينا, نراهم متفوقين بمراحل من حيث التنظيم و السرعة و النزاهة, بينما لدينا المؤسسات عبارة عن فوضى اما الكفاءة ففي الحد الادنى معاملة بسيطة قد تستغرق اسبوع و احيانا اشهر, و الكثير من الموظفين وجودهم مثل عدمه تماما "بطالة مقنعة", لذلك لا عجب في تطور تركيا و تخلف بقية الدول العربية.