مشكلة خطباء الجمعة أكبر مما يتصور البعض ، البعض الذي يرفض انتقاد الخطباء أو الخطبة لأن هذا يؤدي لابتعاد الناس عن حضورها.

خطبة الجمعة اليوم هي -تقريباً- الواجهة الإعلامية الدينية الوحيدة التي تحظى بعدد مشاهدات جماهيري ، وبالتالي فهي واجهة التدين والمحافظة الدينية دون منازع حتى في ظل وسائل التواصل الذي يتسم خطابه الديني بالشعبوية أو ( ما يطلبه الجمهور) فضلا عن النوعيات المتعبة التي تقود الخطاب هناك.

هذا يعني أن خطيب الجمعة أصبح الممثل للإسلام في مجتمعات تلتهمها الحداثة الأخلاقية و الشهوات الملبسة بلبوس الحرية والنزعات الفردية المهملة للجماعة الإنسانية.

في ظل كل هذا .. عندما يكون خطيب الجمعة غريباً عن هذا العالم ، أمياً في فقه الواقع والنفس ، أضف إلى ذلك مستوى لغوياً ضعيفاً و انعدام التحضير ، مع قراءة من الورقة .. وفوق كل هذا صياح وعويل في مواضع لا تستحق رفع الحاجب فضلا عن الصوت ... هذا كله يجعله عنصراً في الطرف الاخر .. يدفع الناس دفعا عن المساجد ويقذفهم في يمّ الشكوك ويجعل فتنتهم في دينهم .

حرام في هذا الزمان على من لا يتقن الخطابة ويقرأ العالم أن يعتلي منبراً تحررت به البشرية من الأشياء ليعيدهم إلى عبادة الأشياء

منقول عن يوسف القرشي