أنهيت اليوم الكتاب الذي أشعرني بنشوة و رغبة بالحياة أكثر من أيّ كتاب آخر قرأته في حياتي، الفيزيائي الشهير ميتشيو كاكو هو أحد العلماء المفضلين بالنسبة لي تناول في كتابه فُرصنا في استكشاف الفضاء و كشف أسراره في ضوء المعلومات و المُعطيات الحاليّة التي لدينا، ما أعجبني في الكتاب أنّه لا يسرح بخياله بعيداً جدّاً و ليس في معظمه Si-Fi رغم أنّه لم يقاوم فيزياءه النظريّة في بعض الفقرات فأتى على الخلود و السفر عبر الزمن، هنا اتناول بعض من النقاط التي أثارها الدكتور سواء في كتابه أو في الـ podcast الخاص بالكتاب:

1- الخروج من الأرض خيار أم ضرورة؟

في حين أنّ الكتاب يتحدث عن فُرصنا في التحول إلى Multi-planet species ينوّه الدكتور بشدّة إلى أنّ ذلك قد لا يكون خياراً نختاره بإرادتنا و إنّما ضرورة حتميّة لحماية نوعنا من الأنقراض ذاكراً جملته المفضّلة في ذلك الديناصورات لم يملكوا برنامج استكشاف فضاء، هذا سبب عدم تواجدهم هنا الآن.

الأخطار المُحيطة و السيناريوهات الُمتوقعة لانقراض البشر ليست بالقليلة فمن التغيّر المناخي إلى مذنب ما مروراً بالذكاء الاصطناعي تستطيع عدّ ما يجعلك تريد خطة بديلة لجعل نوعنا يستمرّ.

2- سرّ عودة الاهتمام بالفضاء مرّة أخرى

مضى وقت طويل منذ ذهبت وكالة الفضاء الأمريكيّة إلى القمر، في ذاك الوقت كانت ميزانيّة الوكالة مساوية إلى 5% من ميزانيّة الولايات المتحدة الأمريكيّة، كان عليهم أن يهزموا السوفييت في تلك الحرب الباردة بأيّ طريقة و لكن بعد ذلك لم نجد أيّ خطوات ثوريّة في استكشاف الفضاء، التكلفة كانت عالية جداً و الأرض كان لديها ما يكفيها من مشاكل لنحلّها بدل من السفر إلى ما هو أشبه بالمجهول.

شيء جيّد حصل بعد ذلك، التكلفة انخفضت دراماتيكيّاً و يضرب الدكتور مثلاً مناسباً لإيضاح مدى انخفاض التكلفة، فيلم The Merchant و الذي يتحدث عن الذهاب إلى المرّيخ كلّف 100 مليون دولار فيما كلّف إرسال المسبار الهندي إلى هناك 70 مليون دولار! هذا الانخفاض الكبير في التكلفة شجع المؤسسات الخاصة لاعتناق هذه المشروع الضخم كمؤسسة SpaceX و حتى مالك آمازون أبدى اهتمامه مؤخراً!

3- هل نملك خُطط أم مُجرد آمال و تطلعات؟

العديد من الجهات تملك مشاريع في الفضاء الآن بيد أنّ أبرزها هو مشروع شركة SpaceX لصاحبها Elon Musk و الذي سيضع موطئ قدم للبشر على المريخ في عام 2024.

الصاروخ الذي أطلقه مؤخراً المُسمى Falcon heavy قادر على إطلاق كبسولات تصل الأرض من القمر ثم تعود بسرعة جيّدة جداً لكنّ إيلون ماسك (AKA IRON MAN) لديه خطط أكبر على هذا الصعيد، صاروخ BFR و الذي تستند حروفه إلى الكلمات Big Falcon Rocket سيحمل قدرات أكبر من فالكون هيفي و سيُعمل على تطويره لنكون قادرين على إرسال الملايين من البشر بتكلفة معقولة في غضون عام 2060.

ناسا أيضاً تملك مشروعها الخاص SLS و الذي يملك أهداف مشابهة لمشروع إيلون ماسك، الصين أيضاً عبرت عن نوايها في إنشاء محطة فضاء لاستكشاف الفضاء ناهيك عن Richard branson المؤمن بفكرة السياحة الفضائيّة و المستثمر فيها مما يجعلنا ربما أمام زُحام مروري في نظامنا الشمسي في المدى غير البعيد!

4- محطّة وقود في نظامنا الشمسي!

الرحلات الفضائية قد لا تحتاج لوقود قادم من الأرض مباشرة، في الحقيقة ما هو على الأرض قد لا يُعتبر وقوداً من حيث الكم مقارنة بالذي على أكبر أقمار زُحل Titan و الذي يتكون غلافه الجويّ من غاز الميثان الذي يمكن تحويله إلى وقود لتغذية الرحلات، تخيل كم سيوفّر ذلك على المستثمرين الحاليين و كم قد يشجع الآخرين الذين لم يدخلوا اللعبة حتى الآن

5- شيء من الخيال العلميّ

معظم روّاد الفيزياء النظريّة و محبيّها لا يقاومون نثر بعض من أفكارهم عن المستقبليّة أو بالأحرى آمالهم بين السطور، يتطرّق الدكتور إلى ما قد يُشعل ثورة حقيقيّة في تاريخ البشرية، وصول الأجسام ذات الكتلة إلى سرعة الضوء، ناسا تملك مشروعاً طويل الأمد (100 سنة قادمة) يعمل على ذلك، منافع الوصول إلى هكذا سرعة لن تكون فقط السفر إلى القمر في ثوان و إنّما ستفك أكبر ألغاز السفر عبر الزمن و ربما يستطيع أحفادنا مقابلتنا، البعض قد يقول أنّ هذه الأفكار مبالغ فيها و غير واقعيّة لكنني شخصيّاً من انصار مقولة: خيالنا العمليّ اليوم هو علم المستقبل.