كتبته في ٢٧-١٢-٢٠١٥م في جدة -السعودية

في الطريق الى الحياة كانت تستوقفني تساؤلات عديدة متعلقة بالمصير ، والوجود، لم يكن لدي وعي بالكينونة والتكوين، كنت فقط أجيد غزل احلامي وتلوينها بطريقة مختلفة، وكنت أعيش أدوار البطولة النبيلة في خيالاتي وأحلامي، وكانت لي عوالمي الخاصة المخبوءة في دماغي كنت اختزل الحلم بالكلمة وأكاثف المعنى فيها ، كنت حين أجد أنني غير قادر على تحقيق أحلامي أشق الاوراق بالقلم وأبذر في احشاءها الكلمات التي تسكنها أجنة أحلامي على انتظار ان تهمي سحب السماء قطراتها كي تنبت منها ورود أحلامي...

لم يصبني يوما اليأس ولم اسمح له الحفر في أساسات نفسي كنت اسمح له فقط التجوال من بعيد بعد ان أسد منافذه اليَّ ثم ارقبه يعابث ارصفة الشوارع بيأس كمن يتسلى بوجع هزيمته...

حتى في اعتى لحظات هزائمي لم اكن اسمح له ان يقتنص فرصة ألمي كيف ينفذ الى لاني كنت اقلب حروف الالم الى امل فيبحر بي بعيدا عنه ...

لست عظيما لم أفكر يوما بالعظمة كنت مهموم باكبر قدر من الحصول على حياة إنسانية سوية وسليمة قوامها الحرية مليئة بالسلام والحب والتعاون والتكاتف ، ولم أفشل يوما في اعماقي بقدر ما كنت افشل في واقعي كنت أجيد فهم معنى الحياة بشكل يجعلني أتحرر دائما من رغباتي واوهام الواقع فأمام حقائق الداخل تصبح هزائم الواقع وانتصاراته أوهام مؤقتة...

تعلمت ان اواجه انانيتي باسلوب لطيف متفهما حاجتي الى الحياة بشكل افضل دون ان يكون دلك على حساب الاخرين واحلامهم وحاجاتهم ، فالغايات الانانية هي دائما مصدر مآسينا الاجتماعية ومعظم الناس يسمحون لأفكارهم أن تغرق في غايات أنانية وهي النتيجة الطبيعية لعقل طفولي غير ناضج، عندما ينضج العقل يدرك أن بذرة الفشل موجودة في كل فكرة أنانية ...

وإذا كانت الثقافة بصيرة المجتمع، فإن المثقف هو بصره، فالمثقف هو واجهة أي مجتمع وممثل ضميره، وهو عينه الساهرة، وقلبه المليء بالحياة، فالمثقف هو الشخص الذي يستطيع تكوين موقف مبني على فهم وتحليل ذاتي لكل القضايا التي تهم مجتمعه والقضايا الانسانية عموما.. ولهذا بقيت مدركا لاهمية ان اقرا وان اكون على اتصال مستمر بمنابع المعرفة حتى انتج ما يرقى بالوعي ويدفع المجتمع الى دائرة الوعي البناء الذي يحقق به احلامه التي عجز عن ادراك الطريق الى تحقيقها رغم براءتها وجمالها...