جميعنا لديه الكثير من الأفكار التي ترد إلى أذهاننا بشكل يومي، بل فلنقل بشكل لحظي. فما يرد على عقلنا في اليوم من أفكار يُقدر بالآلاف. بعضها من سجل الحياة اليومية، تمر بذهنك بشكل اعتيادي (استيقظت، دخلت الحمام، أكلت، لبست، ....الخ). والبعض الآخر يرتبط أشد ما يرتبط بذاتك وبرغبتك في تحقيق أهدافك.

هذه الأهداف قد تكون قصيرة وقتية (شيء تريد إنجازه اليوم، هذا الأسبوع على الأكثر) والبعض الآخر يعتبر أهدافًا استراتيجية، تتطلب الكثير من السنوات لتحقيقها. فما السبيل إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية؟

بالطبع لن يتحدث هذا الموضوع المختصر، عن موضوع حساس كـ (تحقيق الأهداف في الحياة) ولكن بشكل عام يمكننا وضع بعض النقاط البسيطة التي تعين صاحبها على البدء بعد الانتهاء من قراءة هذا الموضوع مباشرةً.

لنبدأ............

1. اكتب هدفك

استخدم الورقة والقلم ودوّن أهدافك .. بل إن أحد أهم الطرق لتفريغ العقل من زحام الأفكار، هو تدوين تلك الأهداف/الأفكار التي ترد الذهن بشكل لحظي يوميًا. الأمر لا يتطلب أكثر من الإمساك بالورقة والقلم، وكتابة هدفك.

ما الذي تتمناه وترى أنك تستحقه؟

منزل فخم؟ سيارة؟ مبلغ (معين) من المال في البنك؟ حدد لنفسك واكتبه بشكل مباشر، بدون تردد أو مراوغة مع النفس. طالما أن حلمك مشروع. كتابة الحلم هي أول خطوة في تحقيقه. ذكر بول ماكينا في كتابه الرائع (أستطيع أن أجعلك غنيًا:

https://goo.gl/z6vseD)

أن 60% من رجال الأعمال والعصاميين الناجحين الذين نجحوا في تحقيق أهدافهم، كانت أهدافهم مكتوبة، ومحددة بوضوح.

2. اكتب التفاصيل

وهذه النقطة يغفل عنها الكثير. فالبعض حقًا يكتب هدفه، ولكن هذا الهدف يكون مموهًا مشوهًا، غير واضح المعالم، وكأنه جزء من حلم. كتابة تفاصيل الهدف هي التي ستحول الصورة المهزوزة إلى صورة ثابتة واضحة المعالم.

اكتب كل التفاصيل الصغيرة التي ترد إلى عقلك. بل إن من أسباب الانتماء إلى الهدف أن تكون كل تفاصيله واضحة في ذهنك. فإذا كان هدفك منزل ضخم، اكتب كيف هي غرفه، وحديقته، وأين ستكون جلسة العائلة، وكراج سيارتك، وكيف هو تصميم حمام السباحة، وكيف سيكون شكل مكتبتك.

إذا كان هدفك مبلغًا معينًا من المال، اكتبه. اكتب مقدار هذا المبلغ، وفي أي بنك ستضعه، وما هي الخدمات البنكية التي ستحرص على تفعيلها لسهولة استخدام هذا المبلغ، وكيف ستسحب منه مسحوباتك اليومية أو الشهرية، ومن أين ستشتري مشترواتك المختلفة ببطاقات هذا الحساب، وغيرها.

إذا كان هدفك سيارة، اكتب نوعها، ولونها، ولون الفرش الداخلي، وحامل الجوال الذي ستضع عليه جوالك، وكل شيء.

بل من القصص الطريفة بشأن السيارة، أنه كان لي أحد الأصدقاء في العمل، ليس لديه سيارة، يضع على مكتبة حامل جوال خاص بسيارة. فسألته مندهشًا: مش ده حامل سيارة؟ قال لي: اه. سألته: بيعمل إيه هنا؟ مش المفروض يكون مكانه العربية؟ قال لي: لسه تمن العربية مجهزش، قلت أجيب حامل الجوال الأول.

وضحكنا على الطرفة، ولكن بعد أقل من عام، كان صديقي هذا لديه سيارة، ووضع بها حامل السيارة الذي اشتراه مبكرًا.

ضرورة تدوين تفاصيل الأهداف، هي أن الهدف الواضح، يحدث بينك وبينه ارتباطًا عاطفيًا، فلا تهنأ إلا حينما تصل إليه. حينما تحدثت سابقًا عن رحلة تعلم الكتابة على الكمبيوتر بسرعة بدون النظر إلى لوحة المفاتيح Typing، كنت أرى نفسي بوضوح شديد، وأنا أكتب بسرعة كبيرة على الجهاز، بدون النظر إلى لوحة المفاتيح في خيالي. رأيت نفسي والجميع من حولي منبهرًا بهذه المهارة، وقد كان.

ذكر براين تريسي في كتابه الرائع (ارسم مستقبلك بنفسك) عن الدراسة التي أجراها أحد أساتذة الجامعة مع طلابه، أنه طلب من كل واحد منهم أن يكتب أهدافه في ورقة ويناقشه بشأنها في نهاية المحاضرة. وقد كان. طلب منهم الأستاذ أن يتواصلوا معه بشكل سنوي لمناقشة خط سير هذه الأهداف. بعد 20 عامًا تقريبًا، تقابل معهم الأستاذ مرة أخرى، وسألهم عن أهدافهم، فوجد أن 3% منهم فقط هم الذين حققوا أهدافهم، وهم أولئك الذين كانوا يكتبونها بكل تفاصيلها. بل وجد أن الـ 97% الآخرين يعملون لصالح الـ 3% بشكل أو بآخر، وليس لصالحهم الشخصي. (رابط ملخص الكتاب:

https://goo.gl/omf7b9).

3. لا تأكل الفيل في قضمة واحدة .. خذ خطوة واحدة كل يوم

وهي النصيحة التي تُوقِفْ الجميع عن التقدم. الإنسان الآن، بوضعه الحالي، وإمكانياته الفقيرة، يرى هدفه/حلمه بعيدًا للغاية صعب التحقيق، فيشعر بالهم واليأس. حسنًا .. هذا أمر طبيعي .. لأنه خطأ شائع لدينا جميعًا.

أننا ننظر إلى أهدافنا قطعة واحدة.

لن تستطيع صعود درجات السلم خطوة واحدة. لن تستطيع إنقاص 20 كيلو من وزنك خطوة واحدة. لن تستطيع ربح مليون دولار بعد كتابته على ورقة بيضاء. لن تستطيع أكل الفيل كله قضمة واحدة.

قم بتجزئة هدفك إلى أجزاء صغيرة، وانظر ما الذي يمكنك أن تفعله اليوم لصالح هدفك. لا تستصعب المهمة. قد يكون هذا الشيء كتاب تقرأ منه بضع صفحات، مكالمة تجريها لصديق لديك تأخذ منه معلومة هامة، صفحة تكتبها من كتابك، بحث على الإنترنت، كود تبرمجه ... أي شيء .. أي شيء من الممكن أن يكون مساعدًا لك على تحقيق هدفك.

ما الذي تنتظره؟ ابدأ الآن

أكتب هذه الكلمات بعد محاضرة تحفيزية لصديق لي (المهندس/ طارق عبد الفتاح) يدعو فيها الناس إلى التحرك لتحقيق أهدافهم، والإنجاز في الحياة. وأنشأ لهم جروب متابعة على الواتس آب، وسمَّى هذا الجروب (المنجزين). المهندس طارق يفعل كل هذا بدون أي مقابل. المحاضرات التي يقدمها لزواره ومتابعيه، المليئة بالمعلومات العلمية، والتحفيز النفسي، يجريها مجانًا بدون أن يتقاضى قرشًا واحدًا، رغبة منه في ترك بصمة في الحياة.

رابط حساب المهندس طارق (في حالة الرغبة في الانضمام للمنجزين):

أنت أيضًا يمكنك أن تكون من الذين يتركون بصمة في هذه الحياة