هل توصلت من قبل لمعنى الحقيقة ؟

تختلف درجات تعرفنا على القدر المباح من الصراحة في الحياة باختلاف المواقع التي نحتلها والتي بسببها تنتج الكثير من الاكاذيب المبررة ! إن كنت تجد المعنى غير واضح حتي الأن إليكم هذه القصة القصيرة جدا من تراثنا المنسى.

جاء لأحد الملوك يوما ما فكرة انه يريد ثوب لا يضاهيه ثوب آخر قط ، فطلب الوزير وطلب منه جمع الخياطين المحترفين لكي يتخير منهم الافضل ليصنع له الثوب الملكي الذي يحلم به، وقد كان بالفعل جمع الوزير عدد ضخم من الخياطين المهرة وباءت كل محاولاتهم بالفشل في إعجاب الملك بما صنعوا وكان الملك يبطش كل مرة بأحدهم بسبب فشله في صنع الثوب حتى جاءه خياط يختلف عن الآخرين بشئ بسيط جداً فهو ليس اكثرهم مهارة لكنه تمكن من فهم المعضلة الاساسية.

حضر الخياط وطلب من الملك أن يلقاه بمفرده وقال :

  • سيدي لقد احضرت افضل ثوب في الكون ، لن تجد مثيل له ابداً.

  • تعجب الملك وقال لكني لا ارى بيدك شئ

  • اجابة لانه سحري سيدي ، ارجوك اخلع ثيابك لترتدي الثوب الجديد

  • انصاع الملك لطلب الخياط وبدأ الخياط في التظاهر بأنه يعينه على ارتداء الثوب الجديد ثم طلب منه أن يجمع كافة البلاط الملكي لكي يسألهم الملك عن الثوب الجديد.

اجمع الحضور كافة على أن الثوب الجديد رائع ولا مثيل له ، فبدأ الملك في الاقتناع انه ليس عاري !

خرج لشعبة وقال الوزير ما رأيكم في ثوب الملك الجديد فصاح الجمع رائع سيدي ليس له مثيل وظل الملك يتمختر في السوق حتي جاءه طفل يصيح ايها الملك انت عاري ..

قال له ماذا تقول .. فكرر انت عاري سيدي!

لن نجد في كل مرة طفل صريح ليفاجئ الملك او الجمع ولا يمكننا حمل الآخرين على الصراحة بالاجبار

لكن كل منا يمكنه احتواء الآخرين واختلافاتهم بمواجهتهم بكيفية احترام الاختلافات واحترام الجميع في احقيتهم بأن يكونوا مختلفين وأمنين في نفس الوقت. يمكننا أن نحافظ على الجميع باحترام الحدود والسماح بالخروج عن المألوف بما لا يضر. شئ فشئ ستجد من حولك ما يسمى بحسن البطانة وما اشد احتياجنا لها حاليا في كافة اركان الحياة تقريباً ، حديثي السابق ككل لا يتناول السياسة او العمل او الحياة الشخصية فالامر عام بشكل كبير لان واقعنا الحالي مخيف ومضلل بنسبة كبيرة لكن دائما لا يخلو الواقع من بصيص من النور والأمل في حاضر ومستقبل افضل بنا اولا لا بغيرنا.

اخيرا إن تخيل كل منا انه هو الملك المذكور في القصة، إن نظرنا للموضوع بزاوية " انا " وبدأنا بمعاملة انفسنا بصدق وحكمة اكثر ستكون غالبية من نحاط بهم من عشيرة وأصدقاء من أمثال الطفل الذي صارح الملك لا العكس.