بدء استخدام الإنترنت في مصر في العام 1992 وتقريبا هو نفس العام الذي بدء الانترنت فيه الانتشار ببقية الدول العربية والتي كانت تونس أولها، وبحسب ويكيبديا فكان الأمر مقتصرا لدينا في مصر على شبكة الجامعات المصرية ومركز المعلومات، ومع بداية العام 1994 بدأ المركز في إدخال خدمة الانترنت للوزارات والهيئات الحكومية، وبداية من العام 1997 بدأ المركز في خصخصة الانترنت وبحلول العام 2000 كانت هناك حوالي 68 شركة مصرية تقدم خدمات الانترنت من خلال بوابة المصرية للإتصالات.

في هذه الفترة وبحلول العام 99/ 2000 كنت في الصف الثاني الإعدادي ومن هنا كانت بدايتي في التعرف على الكمبيوتر والإنترنت في دورة تدريبية كان والدي قد ألحقني بها في الهيئة الحكومية التي يعمل فيها وضمن أحد مشاريع مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء والذي كان وشبكة الجامعات المصرية أول جهتين توفر خدمات الإنترنت في مصر.

هذه الأيام تمثل ذكريات جميلة لجيل التسعينات ومن كانت هذه هي مرحلة شبابهم وليس طفولتهم مثلنا، لكننا عشنا أيضا هذه الفترة التي غيرت الكثير من المفاهيم لدينا وشكلت رؤيتنا للمستقبل، لا زلنا جميعا نتذكر صوت المودم المزعج كصوت إقلاع الطائرة ليعلن لجميع أفراد الأسرة في أن هناك من بدأ في تحضير الجن بغرفته ^_^ ، وليعلم الجميع بمحاولة إتصالك بشبكة الإنترنت سيئة السمعة وذات التكلفة الباهظة، هذا الصوت الذي كان بداية لإعلان الحرب أو لدخول جولة جديدة من المفاوضات مع الوالد تقنعه فيها أنك ستخفض من ساعات إستهلاكك للإنترنت أو ستساهم في تحمل جزء من تكلفة فاتورة التليفون من مصروفك والتي تضخمت لست أو سبع أضعافها بسبب استخدامك للانترنت.

في العام 2002 بدأت الحكومة المصرية في مبادرة الإنترنت المجانية ومشروع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بعقد شراكة بين شركة المصرية للاتصالات وشركات مزودي خدمة الإنترنت لتقديم خدمة الاتصال بالإنترنت بتكلفة المكالمة العادية مع اقتسام تلك القيمة بنسبة 30% للمصرية للاتصالات و 70% لشركات تقديم خدمة الإنترنت، في عام 2004 جاء الفتح المبين ^_^ حين أطلقت الحكومة مبادرة الإنترنت فائقة السرعة (adsl) ، ودخلت في هذه المبادرة سبع شركات وكان سعر الاشتراك الشهري لسرعة 256k عند بداية تقديم هذه الخدمة يصل إلى 150 جنيها مصريا، وتم تخفيض هذا المبلغ إلى 95 جنيها في الشهر اعتبارا من 13 يونيو 2006.

إن كنت من هذا الجيل فبالتأكيد ستكون أحد المستخدمين لهذه البوابات العربية العتيقة كمكتوب، آرابيا، جيران، عجيب، ومصراوي، وبالتأكيد ستكون أحد المؤسسين لعصر المنتديات العربية الذهبي من المشاغب وبرامج نت وسوالف سوفت وترايدنت وربما أسست بعدها منتداك الخاص، وبالتأكيد ستمثل لك مواقع وخدمات الدردشة وأدلة المواقع المفهوم الرئيسي للانترنت ساعتها، اقتصر مفهوم متصفح الإنترنت على انترنت اكسبلورر حتى أن بعضنا كان مؤمنا بأن هذه المتصفح هو شبكة الإنترنت ذاتها.

هذه بعض السكرين لصور البوابات العربية العتيقة من موقع أرشيف دوت أورج لتعيش معي بعض الذكريات :) :

بوابة مكتوب وخدمة البريد الأولى عربيا

http://awesomescreenshot.co...

بوابة مصرواي الأول في مصر

http://awesomescreenshot.co...

بوابة عجيب

http://awesomescreenshot.co...

بوابة جيران وملتقى جميع العرب

http://awesomescreenshot.co...

في البداية كانت معضلتنا ساعتها هي كيفية انشاء بريد إلكتروني والتعامل معه بل كانت هناك دورات تدريبية لاستخدام الإنترنت همها الأكبر هو شرح كيفية انشاء بريد الكتروني والتعامل معه، بدأ الأمر مع بريد هوتميل وحتى جاء ياهوو وعصر الماسنجر وغرف الدردشة والمجموعات البريدية والتي لها ذكريات تملأ مجلدات لكل منا، فالوقت الذي قضيناه في غرف الدردشة كان كفيلا بإنهاء فصولا دراسية أو الإعداد لرسائل ماجستير.

مع العام 2005 ظهر اهتمام شديد من مستخدمي الانترنت في إمتلاك مواقع وصفحات خاصة بالاعتماد على خدمات لمواقع أجنبية توفر انشاء مواقع باستضافة مجانية وكانت جيران هي الخدمة الرائدة عربيا، في العام 2006 /2007 كانت الموجة الثورية للمدونات الشخصية وتلتها الشبكات الإجتماعية التي طفت على السطح عندما أصبحت عاملا سياسيا مؤثرا وارتبطت بالأحداث المؤثرة ، وبالتأكيد كان لكل منا تجاربه مع صفحة ويب شخصية تحولت بمرور الوقت لمدونة أو مجموعة من المدونات.

أفادني الإنترنت في التعرف على أشخاص مميزين من مختلف الدول العربية بتوجهات وأفكار مشابهة، ومنهم من صار أفضل أصدقائي بل أفضل بكثير ممن هم في محيطي أو عرفتهم على أرض الواقع، بل للإنترنت الفضل بعد الله في أن أتعرف على نخبة من الشباب العربي الواعد لنعمل سويا على رؤية وهدف واحد في مشروعنا والعملاق القادم " حسوب " لتطوير الويب العربي.

كلما عدت لهذه الذكريات عرفت أن والدي كان على حق في تخيله للمستقبل بأن ألحقني بهذه الدورة ساعتها، وندمت على أني أضعت الكثير ولم أستغل الفرصة الإستغلال الأمثل أو أن أكون مشاركا بقوة في هذه الثورة القادمة.

شاركنا ذكرياتك مع الإنترنت العربي إن كنت من هذا الجيل أو جيل الويب 2.0 وبداية عصر الشبكات الإجتماعية، كيف أفادك الإنترنت ؟ وهل ندمت على أنك أضعت بعض الوقت أو أنك لم تكن أحد المشاركين بقوة في ثورة الإنترنت منذ البداية؟

  • أعتمدت في التواريخ وتأكيد المعلومات على ويكيبديا:
http://ar.wikipedia.org/wik...