أحاول كتابة مقال عن عام "ألفين وسبعة عشر" (في هذهِ السطور أتحدث عني وليس عن البلدة.. السياسة لا تروق لي.)

ولمَ أنا أحاول من الاساس ولمَ منشغل في كتابة بضعة سطور عن بضعة أشهر فلا يقرأهم أحد، أحقًا يوجد في حياة شخص مثلي مايُكتب!.. بالطبع يوجد. كل شخص يجد قيمته في بضعة أشياء فيكتب عن ما أنجزه فيها.

ها أنا أكتب... فلم تطاوعني يداي، أنها غير قادرة على ترجمة الانقباضات العضلية إلى فعل، وكذلك عقلِ هامد تمامًا، أيُمكن أن يكُن شُل! بل لا أنا أدرك بوضوح أن أرق النوم الملعون -بدا في شهر ديسمبر- هو السبب في هذا، أظل على فراشِ بضعة ساعات مُشتاقً للنوم،لكنه لا يأتي إلا متأخرً، سبعة ساعات ونصف ساعة كافيةٌ للنوم، وأنا أظفر بثلاث ساعات فقط..الأمر ليس على مايُرام. سأعود بعد نصف ساعة ربما أستطع الكتابة...

ما كتبته بعد يومين وليس نصف ساعة :شهر ديسمبر لا يحب الخير لي..لا يريد أن يكُن شهرً عابرً مثل زملائه، أصبت بأرق النوم والتينيا..كوابيس يوميًا. ومن ضمنهم كابوس، كُنت ذاهبٌ للمنزل ومعي شخصً صديق عمل وفي مكان يُضياءه القمر فقط يدً تمسكُ برأسي وترفعني إلى سطح بناية لا يسكنه أحد وأرا صديق العمل تمزقه الكلاب وفجاة ينقطع صوته، أرا غرفة نومي بعيني وأكُن متيقظ لكنِ غير قادرً على تحريك إية عضوً أو النطق وبعد ثواني أخلد إلى النوم مرة اُخرة.

لا أعرف سبب أرق النوم.

وسبب أصابتي بالتينيا يُضحكني إلي حدً يبلغ قطع عضلات بطني لأيقافهُ. الساعة الثانية بعد منتصف الليل مُعتاد على أكل الجبنة والانشون ولا بأس في أرز بالحليب لكنه هذه المرة عفن يملأه فطريات رغم أن صلاحية أنتهاءه بعد سبعة أيام من أربع عشر يوم، أزلت الفطريات منه ولم ألقي به إلى القمامة لأنِ أعشق الحلويات وهو قادرً على أشباع هذهِ الرغبة وأن رميته سأحزن. في اليوم الثاني أكتشف أن جسدي به بضعة نقاط حول الرقبة وهذا يعني أنني مُصاب بالتينيا ولا شك في هذا..في المساء أبتعت علاجً وهو "أقراص آخُذ واحدة كل أسبوع.. spray موضعي رائحته شبيهه ب... أختر أعفن رائحة وضعها مكان النقاط.. أخشى أن يقترب طفلًا مني ويشم الرائحة فيهرع إلي أبيه ويقول وهو يرتجف :أنا أخشاه ياأبي أن رائحته قذرة، لا تجعله يقترب مني أو أقطع أنفي وأجعله يقترب.

و في شهر نوفمبر تعرضت لحادثة تحرش!، ربما الاناث لا تؤدي مايريده بكفاءةً فيلجا إلى الذكور.. ربنا يشفي.

أؤمن منذ صغري أن الموت يشتهيني

.. أن حَلفنّي الحظ ومت موتً طبيعي فَحمدً لله..وأن كانت غير طبيعية فأنا قد رسمت في مُخيلتي طريقة مُضحكة تروق للبشر كثيرًا وهيا أن يظفر بي كلب شوارع ويمزقني لمجرد أنه جائع. مهلًا كلاب الشوارع أن جاعت لا تأكُل البشر!.. ربما تأتي إليا وتأكُلني لا أعرف قدري.

في شهر نوفمبر بيد لي أن ما أؤمن به قد يحدث..أركب مع شخص غريب داخل سيارته بعد منتصف الليل بغرض توصيلي للمنزل-لا داعي لكتابة تفاصيل لأني سبق وقمت بذلك- وعندما سَلّك طريق غير طريقي أدركت بوضوح يكاد أجن من شدته أنني سألقى الموت لكن بطريقة بشعة..مقززة. لكنه لم يكن قاتل! وهذا يعني أنني سأظل عائش -رباه.كنت أتمني مماتي حقًا، أُريد الأكتفاء بهذا القدر من الذنوب-. كان يفتقد وعيه وهائج جنسيًا... أحسبه لم يرد ذلك حقًّا.. أحسبه قاتل ويفعل ذلك من سويداء قلبه.

ذادت سمنة جسدي، هذا أمرً يُصيبني بالزعر، كُنت طفل أرا في التلفاز أناث يذهبُ إلى أطباء تخسيس ويصيحُ (أنقذني أيها الطبيب، السمنة ستدمر حياتي الزوجية وسأُترك وحيدة في ظلامً) ..ومنتجات التخسيس اللتي لا سواها في الإعلانات!، كنت نحيل.. واهن.. وكأني ذي عاهة. وأقول في نفسي "البشر أمتلأُ حمقً" وها أنا ذا أفعل مثلهم تمامًا.

أكره مرور الأعوام، يمر عامً تزداد أمي ألمًّ..يضعف بصره وسمعه.. قدرته الجسدية تتدنى، هيا على حافة العجز ربما بضعة شهور وتنهار أمي. انا حزين عليها، أكتب هذهِ السطور وتدمع عيناي.. أجهش بكاءً. أماه أرجوكي أبقي قوية ولا تضعفي أنا مازلت صغير ولا أحتمل أن أراكي تمشي بضعة خطوات وتقولي غير قادرة أسندني يا بُني.. لا أحتمل أن أُنادي عليكِ ولا تسمعي. جزوة الحنان تنبع من أمي.

ومدمت ذكرت أمي فلابأس بذكر أبي، هو لا وجود له في حياتي رغم أنه على قيد الحياة، لا وجود لماله، أن توقفت عن العمل لن يعطيني جُنيه، بدأت العمل منذ الصف السادس الابتدائي ومن وقتِهَ إلى الآن لا أخُذ منه ولا أنا اعطيهُ.. لا وجود لمشاعره،قاسي إلى حد غريب جدًا،أنه أقرب إلى كائن لا يملك قلب فمثلًا أن رأني في الشارع لا يُسلم ولا يقترب وكأنه ليس أبي وكذلك في المنزل يعتبرني مقعد وكأني غير موجود..لا يسأل عن حالي ولا يعرف شيءً عني تمامًا، بين الحين والآخر يقول لي أنني عبءً عليه، انام في منزله وأكُل بالمجان ولا أعطيه جُنيه. غريب الأطوار.. أنه على حافة الجنون التامة لا يدرك ما يقوله، أنا أبنه ومن المفترض أن يعتني بي ويتحملني مدام أتَّ بي إلى الحياة.. من المحزن أن تُلد في عائلة فقيرة.جاهلة، ويكُن مسيرك في كل شيءً هو التدني. وحمدًلله أنه تجاهلني بهذا الشكل فَلو كنت أقتربت منه مثل أخواتي لكُنت أقرب إلى الحمار أكثر من الإنسان. من الواضح أنني أكرهه جدًّا، أتمنى تغير هذا في العام المقبل.

منذ صغري وأنا أضع آُمنياتي أمام عيني لكن يداي قصيرة، تحقيقهَ عسير بسبب فقر المال، ومن الواضح أن الثراء يكرهني وكأنني زوج أُماه.. في هذه السنة تبينَ لي بوضوحً تام بما أنا شغوف وقدرتي على تحقيقه.

شعوفً بي الهواتف الذكية وأوّد فتح محل تجاري..الكتب،أميل إلي أن أكون كاتب له أكثر من قاريء، ادعوا الله أن يُحقق هذا، محمود درويش يقول :سنكون يومًا مانُريد.. لا الرحلةُ ابتدأت، ولا الدربُ انتهى.القراءة بها نشوة قليلة. لكن الكتابة تبلغ ذروة النشوة إلى أقصاهَ.. يقشعر عقلي وليس بدني من جمال النص الأدبي.لكن القراءة لابُد منها كي أكُن كاتب.

في هذهِ السنة شهر "مايو" ابتعت كتاب ومثله لصديقي، انا قرأته وهوا لا. وأُلاحظ بوضوحً الآن التطور بيني وبينه، هوا مازال تفكيره في الحضيض،يملاهَ الصديد. عندما تخبره بشأن قيمتك في الدنيا ومهمتك في الحياة هي أعمار الأرض يكتفي برد "مدامُ الحال ميسور ويوجد غذاءً في ثلاجتي فأنا بخير. لكنِ أحب هذا الصديق جدًا ولا أتحمل فُراقه، في عام ألفين وستة عشر كان هو الوحيد الصديق الحقيقي لي وفي هذا العام حظيت بصديقً جديد،أصبح أثنان حقيقيان وهذا يكفيني.. الاصدقاء لا تهمهم طبقاتهم الاجتماعية، مايهم حقًّا هوا تشابُه الفكر.. نشوة فريدة لا وجود لها في حياتك إلا مع الصديق.

طفولتي كانت في بيئة تمتلاء بأطفال يفكرون في الجنس، أن وقعت أنثى تحتهم لن يرحموها رغم طفولتهم، لابُد من صديق يملك هاتف مليءً بالأباحية ليشهدونه في نهم داخل منزل أحدهم. وأنا صغير لا أفهم شيءً، أتبعت هؤلاء وادمنت الإباحية ومدامُ هناك إباحية فَمعها عادة سرية ومَعها تغييب للعقل التام،أصبحت شهواني إلى حدً مفزع. والأمر بالنسبة لديني حرام قللت كثيرًا من مُشهدتها،وَظبت على الصلاة..دعوةَ الله كثيرًا أن يطفئ شهوتي ويشعلها عند الزواج وحمدً له أستجاب لدعواي. في عام ألفين وسبعة عشر تغلبت على شهواتي وهذا نصرًّ.
في هذا العام إنتقلت إلى أولى ثانوي في مدَّرسة متدنية أقضي خمسة ساعات في الاشيءً.

هذا ما يمكنني كتابته عن ألفين وسبعة عشر،أتذكر فقط أخر شهرين وبضعة أمورً صغيرة وباقي الشهور لا أعرف عنهم شيءً لانني لست من ضمن هؤلاء الذين يكتبون في مذكراتهم أحداث يومهن. من أول السنة الجديدة سأكتب مذاكراتي ليكون مقالِ عن ألفين وثمانية عشر أكثر حرافيا من هذا. وفي النهاية هي سنة لا أتجرا على وصفِهَ بإنها "سيئة..بائسة" وكذلك لا أقدر على قول أنها "جيدة..سعيدة" متوسطة مثلي تمامًا. وعام ألفين وثمانية عشر أنا غير مهتم به، لن يحدث تغييرًا في حياتي سوءَ وضع رقم ثمانية بدلًا من سبع في تاريخ هاتفي.