كلما في الأمر أن تقتنع أن الحياة مراحل و أن إجتياز كل مرحلة يتطلب المرور بجملة من العقبات التي عليك أن تتخطاها فيمكنك أن تتخطاها من المرة الأولى (نجاح) أو من المرة الثانية ( فشل ثم نجاح) ، أو تتخلى عنها نهائيا أو تتركها حتى تصبح قادرا عليها، فالنجاح مرحلي و الفشل نسبي، مثل الرسوب في الدراسة ، فقد تكون نجحت في تعلم مهارة ما بإعادتك للسنة الدراسية، كما أن إعتبارك نجحت أو فشلت يختلف بإختلاف المعيار ، مثل نظرة المجتمع إليك كسجين سياسي مثلا فهناك من يعتبرك بطلا عبرت عن حريتك و لم تخصع للظلم و هناك من يعتبرك مارقا عن القانون، نفس الشيء للمقاتل ضد الظلم أو العدو، فهناك من يعتبره مخربا إرهابيا و هناك من يعتبره مجاهدا بطلا، كذلك مدى النجاح ، فيكون نجاحا عابرا مؤقتا مثل كاتب ينشر رواية للمرة الأولى فتحقق إنتشارا كبيرا ، ثم لا تنجح له رواية بعدها، أو مستمرا ، مثل لاعب كرة قدم يسجل الأهداف طيلة الموسم...إذن الفشل مرحلي غير دائم أو غير موجود أصلا، و بالتالي عليك أن تراجع حساباتك أو تعيد تقييم أسباب عدم بلوغك للهدف أو تأخذ فترة أطول حتى تنجز مهمتك...

المرض:

أجسادنا تتأثر بعوامل خارجية مثل نوعية التغذية و الهواء و الرطوبة و الشمس، كذلك نفسية مثل الحزن الذي يجعل الجسد يتداعى و جينية وراثية فنمرض أو نتعافى ، ولا يمكن أن نبقى طيلة عمرنا بصحة جيدة ، تارة نصاب بإنفوانزا و طورا بإلتهاب أو فيروس يهاجمنا ، فتصده مناعتنا و تدور حرب ضروس بين كرياتنا البيضاء و الفيروس الدخيل، أحيانا يهزمها فنذهب للطبيب الذي يصف لنا الدواء حتى نشفى و قد ينفعنا و قد لا ينفعنا فالشفاء بيد الله ، لكن علينا أن نتقبل حتمية المرض لأجسادنا أو أجساد أقاربنا أو أمهاتنا أو إخوتنا ، فلا نجزع و نتخذ الأسباب بالمسارعة في العلاج و رفع المعنويات فكم من مريض قال له الأطباء أيامك معدودة عاش دهرا و كم من صحيح مات في عنفوان شبابه.

الألم:

هي ردة فعل الدماغ تجاه محفزات خارجية ، مثل الحرارة و البرد القارس أو الإصابة و الكدمات ، فالألم يدل على أننا مازلنا أحياء نرزق فإذا مات العضو لم يعد يرسل إشارات عصبية للدماغ مثل الجلد إذا إحترق، كلما كنا أقوياء كلما خف تأثير الألم ، أعذكم الله من شدة الألم و خفف عمن يعاني منه، أحيانا نحزن كثيرا حين نرى شخصا عزيزا يتوجع و يتألم ، اللهم خفف عن كل من يتألم و أرزقه الصبر .

الحزن:

الحزن نقيض الفرح ، فحياتنا أحيانا مسرات و أفراح و أحيانا أحزان ، و الإنسان جزوع بطبعه هلوع إذا مسه الشر ، حزن و نسي أفراحه و ضاقت به الدنيا، فكيف سيتفرح و تشعر بقيمته إذا لم تحزن، لكن لا تجعل الحزن يسيطر عليك، و أدعو الله أن يفرج عنك و يبعد أسباب الحزن، و عود نفسك على المفارقة ، فالدنيا دار فناء، و لا شيء يدوم، فدوام الحال من المحال، و الدنيا يوم لنا و يوم علينا، فإذا حزنت إعلم أن بعد العسر يسرا و أن الفرج قريب و الغائب سوف يعود، و سوف تنسى همك فلولا النسيان لدامت أحزاننا و تغلب عليه بالإنغماس في العمل حتى لا تذكرك نفسك بسببه...

موت القريب:

من منا لم يفقد شخصا عزيزا عليه من أب أو أم أو أخ أو صديق و غيرهم من الأحبة و الأقارب ، فالإنسان عمره محدود و الخلود للديان الذي لا يموت (أخاطب المسلم الذي يؤمن بالله و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم) ، فإذا أصابت مصيبة الموت أحد أقاربنا إعلم أن الموت من الحياة ، و الموت عبرة لنا حتى نعمل من أجل دنيانا و آخرتتا، فالموت قدرنا جميعا ، فمن حسن عمله طوبى له ، فكلنا سوف نفنى فلا تجزع لفقد قريب ، فإذا كان أباك أو أمك إحرص على أن تزيد في ميزان حسناتهم (ولد صالح) و لا تحزن كثيرا على فقدهم فلله ما أعطى و لله ما أخذ (كل نفس ذائقة الموت) .

الخسارة:

هناك قصيد يقول "الأيام تجري و العمر خسارة" ، أكبر خسارة نخسرها هي أيامنا التي تمضي متسارعة بدون أن نفعل شيئا فلا نكتسب علما ننتفع به أو ننفع به و لا نعمر هذه الأرض اللي إستخلفنا الله عليها، هذه هي الخسارة الكبرى أن يمضي يومك بدون أن تتقدم قيد أنملة من مكانك، فلا تعبد الله كما أمرك و هو الذي رزقك و زادك فما دمت تقرأ نصي فأنت من القلة الذين يفكون الحرف و الأقلية الذين يلجون للأنترنت و لديهم هاتفا محمولا أو حاسوبا و كهرباء و سكنا و طعام و لباسا (أنظر إحصائيات الأمم المتحدة حول الأمية و الكهرباء و المشردين

...) ، فالخسارة هي أخت الربح فلا يمكنك أن تربح بدون أن تتجنبها أو تخسر القليل من رأس المال أو الوقت أو الجهد ...

كيف كانت تجربتك في تجاوزها و ماهي نصائحك لمن يمر بمثل هذه الحالات؟