على ماذا تبني المباحات و المحظورات في حياتك ؟

موضوع جميل

هل يرث الملحد بعض من الخطوط الحمراء من دينه السابق ؟

الكثير من الملحدين يرثون شيئا من دينهم بلا شك، ويوجد من يخلص نفسه منها، لكنه يبقى متفقا مع المؤمن أن السرقة مثلا فعل لاأخلاقي لأسباب مختلفة عن طاعة الله، وهذه فقط نقطة اتفاق أكثر مما تكون وراثة للأفكار. بالنسبة للمواضيع الأكثر جدلا تظهر الاختلافات، كموضوع المثليين وزواج المحارم والإنجاب. البعض يعتقد أن كلمة ملحد تعني مؤيد للمثلية ومناهض للإنجاب وغيرها، لكن في الحقيقة يوجد الكثير من الملحدين المحافظين، بل يوجد من يعتبر كل اتجاه جنسي مثلا غير المغاير غير مبرر وأن رفض الإنجاب هو موضة فقط، وبالمقابل يوجد من اليساريين من يحاول أن يدعم كل الحريات لحد مضحك في كثير من الأحيان، عدد أنواع الإتجاهات الجنسية التي يدعمها هؤلاء مثلا تتجاوز العشرة ربما، ويدافعون عن حقوق المرأة مثلا بالتحجب والتنقب بدول أوروبية ليظهروا دفاعهم عن الحريات، على عكس الملحدين اليمينيين مثلا.

و ما هي الأمور التي سيحرمها على نفسه و يجد أنه من البديهيات جدا" تحريمها و ماهي الأمور التي قد تكون جدلية له ؟

لا أعلم تماما، لكن عند البلوغ يكون القانون هو الرادع الأساسي، وغيابه يدل على ذلك، أذكر عندما ضرب إعصارا الولايات المتحدة قبل مدة انتشر فيديو لشباب يسرقون أشياء من المتاجر بغياب السلطات.

ابنيها على ما قرره الله

خوفا منه (الخوف من النار و من العقاب في الدنيا ايضا)

طاعة له (حتى بدون وجود ثواب او عقاب لانه)

هذه هي الاسباب المنطقية الوحيدة التي يمكن ان تبنى عليها المباحات و المحظورات و كل ما عداها مجرد آراء و اجتهادات انسانية

بالنسبة للاطفال الذين ليس لهم مؤثرات سابقة , ربما سوف يمتنعون عن فعل بعض الاشياء لان هناك ايضا الفطرة و الضمير

موضوع شيق

حسنا.....بالنسبة لي المحرمات هي كل من يتسبب لي و لمن حولي بالألم النفسي او المادي (الخيانة, القتل, الكذب, السرقة, الارهاب..الخ)

و لكن للأسف دماغي يرفض بعض المحرمات أن تكون محرمات (كالموسيقى و النحت و مشاهدة الصور الفنية مهما كانت ).

و لكن في النهاية مسألة الخطوط الحمراء يحددها المجتمع و ليس الدين.

في الجزائر مثلا يوجد بعض المناطق تستحل الوشم و التدخين على الرغم من أن الدين يحرمه.

...

ماذا لو تركنا طفلا" ينمو بدون أي مؤثر فلسفي (حصة ديانة في المدرسة أو فلسفة أو أي شيء له علاقة بالأخلاق و الدين) كيف سينتهي به الحال ؟ و ما هي الأمور التي سيحرمها على نفسه و يجد أنه من البديهيات جدا" تحريمها و ماهي الأمور التي قد تكون جدلية له ؟

ربما سيضع فلسفة خاصة به و يضع مصالحه أولا ثم يبدا بالدفاع عنها عن طريق تحريم كل ما يضره و بطبيعة الحال سيقوم بتحريم على نفسه و على الناس ( الظلم, القتل, السرقة, الكذب, التعصب...الخ)

أما بالنسبة للملحدين و اللاأدريين, هل يرث الملحد بعض من الخطوط الحمراء من دينه السابق ؟ لا أعني الخطوط الحمراء الواضحة للملحد بل أعني الأشياء التي قد تكون في حالات قليلة جدلية بعض الشيء مثل الزواج من الأخت

أنا كلاأدري من خلفية إسلامية، نعم ورثت العديد من الخطوط الحمراء، أحاول التخلص من بعضها تدريجيًا، وبعضها الآخر (كالزواج من الأخت أو المحارم بشكل عام أو حتى الطفلة القاصرة) أشعر برفضه وعدم الميل له، ولا أعلم هل سيكون هذا نفس شعوري إن لم أكن مسلمًا من قبل، أم أن هذه هي فطرتي وطبيعتي أصلًا.

أحد الأمور المهمة التي ورثتها وأسعى للتخلص منها هي غض البصر. لا أقصد هنا أن أنظر بوقاحة، ولكن النظر الطبيعي عند التواصل، فأحيانًا أعاني من خجل عند التعامل مع الجنس الآخر، ويصعب عليّ الاستمرار بالنظر للعينين مباشرة، وهذا قد يضايق بعضهن ويشعرهن بعدم الاحترام مثلًا.

ماذا لو تركنا طفلاً ينمو بدون أي مؤثر فلسفي (حصة ديانة في المدرسة أو فلسفة أو أي شيء له علاقة بالأخلاق و الدين) كيف سينتهي به الحال ؟ و ما هي الأمور التي سيحرمها على نفسه و يجد أنه من البديهيات جداً تحريمها و ماهي الأمور التي قد تكون جدلية له ؟

أظن أنه سيعتبر أي شيء قد آذاه في حياته محرماً عليه ، فمثلاً إن سرق أحدهم منه ، سيعتبر السرقة محرمة ، إن كان ابن زنا و قد عانى الأمرين ، سيعتبر الزنا محرماً ، و هلمَّ جرّاً ، بنفس الوقت ، كل ما أشعره بالفرح أو الراحة يوماً سيعتبره مستحب ، فمثلاً سيعتبر الصدقة مستحبة .

و هنا تكم النقطة ، لن يتعرض الطفل لكل المواقف في حياته ، بالتالي قد يؤذي الآخرين دون أن يشعر ، لذلك من الأفضل تعليم الطفل الأخلاق .

لكن ما الفائدة من جعل طفل يكتشف محاسن و مساوئ الأخلاق دون الاستفادة من خبرات البشر الذين سبقوه ، مثل الذي يحاول كتابة برنامج جديد دون الاستعانة بالمكتبات الموجودة .