ما الفرق برأيك ؟ و ما الأصح ؟
هل نأكل حتى نعيش ام نعيش حتى نأكل ؟
آكل حتى اعيش .. واعيش لكي اقوم بما علي من واجبات, واتمتع بما خلق الله لنا من نعم وطيبات.
{وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم
في الجنة لا يوجد جوع, فهل سيأكل اهل الجنة ام لا ؟
اذن موضوع الكبسولة خاطئ تماماً,
نحن نعيش لامور كثيرة جداً, احد هذه الامور هو التمتع بلطيبات من الطعام, فعندما تاكل شوكولاة Galaxy او بوظة او مكسرات او غيرها .. تاكلها للشبع ام للاستمتاع ؟
في الجنة لا يوجد جوع, فهل سيأكل اهل الجنة ام لا ؟
و لكننا نتحدث عن الحياة الدنيا و ما دخل اهل الجنة بالكبسولة ؟
نحن نعيش لامور كثيرة جداً, احد هذه الامور هو التمتع بلطيبات من الطعام, فعندما تاكل شوكولاة Galaxy او بوظة او مكسرات او غيرها .. تاكلها للشبع ام للاستمتاع ؟
في البداية علقت آكل حتى اعيش و الان من تعليقك يبدو لي انك تقول اعيش لأكل فهل تقصد نحن الاثنين معا , احيانا نعيش لنأكل و احيانا اخري نأكل لنعيش
اي الطعام هو نعمة و نقمة في نفس الوقت , ضرورة و رفاهية بدون تعارض ؟
هل تمشي لتعيش ام تعيش لتمشي ؟
عزيزي انا اكل حتى لا اموت جوعاً, وايضاً اكل بعض الامور التي احبها لاستمتع بها, لكنني لا اعيش من اجل ان اكلها فقط .. اي انني اذا لم اكلها لن اموت, مجرد رفاهية.
مثلا لو وجد مطعمان يقدمان الهمبرجر
الاول بـ 10 دولار و طعمها كأنه اتي من الجنة
و الثاني بدولاران و تأتي معها بطاطة مقلية و انها تشبعك و لكن لن تستمتع بأكلها
من ستختار ؟
هل تمشي لتعيش ام تعيش لتمشي ؟
المشي غير ضروري للحياة مثل الطعام
الإنسان له عدة مكونات
الروح سر الحياة وهي من علم الله ولا دخل لنا بها
الجسد وهو المكون المادي الذي يحيا بوجود الروح ويصبح جثة هامدة تتحلل عندما تفارقها الروح
أثناء الحياة هناك مكونات نحسها وندركها مرافقة للانسان أثناء حياته وعيشه
مثل الطاقات الحيوية والنفس والمشاعر
الطاقات الحيوية لها مكونان رئيسيان
حاجات عضوية
و غرائز
الحاجات العضوية هي الجوعات التي يجب على الإنسان أن يشبعها حتى يبقى على قيد الحياة وسميت حاجات لإنه إن لم يشبعها سيموت بشكل حتمي و لو كان ناتج عن تقصير منه فسيكون بحكم المنتحر لأن الإنسان محرم عليه أن يفني حياته بإرادته و يجب عليه اتخاذ كل الوسائل المتاحة لإشباع تلك الجوعات
حتى أن الله رخص له كبائر المحرمات في سبيل هذه الغاية مثل أكل لحم الميتة والخنزير وما أهل لغير الله
عندما نقول جوعات فلا نقصد الطعام فقط وإنما الجوعة هي الدافع الذي يجعلك تقوم بما يسكت هذا الشعور وهذا الدافع
فمثلا الجوع المتعارف عليه هو جوعة معدة أو جوعة بطن لأنه بمجرد حاجتك للغذا يتحرك الدافع الذي يجعلك تبحث عما تأكله
العطش هو جوعة البطن للماء
الإطراح هو حاجة وجوعتها هو أن تخرج فضلات الجسم بأي وسيلة وهي حاجة أساسية لأنه لو منع أحد من الإطراح سيموت حتما
النوم حاجة وجوعتها هو النعاس وعدم النوم سيهلك الإنسان حتما وقد تختلف المدة التي يصمد فيها الإنسان قبل أن يمكوت
وهلاك الإنسان عند عدم الإشباع تختلف مدته ولكنه آت لا محالة
فعدم الشرب قد تتحمله أيام والطعام أسبوع أو أكثر والنوم كذلك والإطراح أيام ولكن لن يكون هناك شخص في العالم لا يأكل ولا يشرب ولا يتغوط ولا يتبول ولا ينام أبدا لأن هذا من المستحيلات
وما نسمعه عن أناس خوارق ما هي إلا كذبات استخفوا بها عقولنا وأرادو كسب بعض اللايكات
نأتي الآن إلى الشق الثاني وهو الغرائز
حيث أن غرائز الإنسان تندرج تحت ثلاث تصنيفات رئيسية
غريزة البقاء
غريزة النوع
غريزة التقديس
ولكل غريزة من هذه الغرائز مظاهر تظهر على الإنسان حين تثار الغريزة التي تتبع لها
فمثلا حب التملك هو مظهر من مظاهر غريزة البقاء
فعندما ينقص مال الشخص وهناك التزامات عليه تثار هذه الغريزة وتبرز بعض المظاهر فيسعى لتملك المال أو المؤنة أو الأرض أو أي شيء يسد التزاماته
من مظاهر غريزة البقاء الخوف من الأماكن العالية والخوف من الأخطار و الخوف من الفشل
من مظاهر البقاء حب السلطة والجاه والتميز والسمعة والظهور أمام الناس والشهرة
وأي مظهر يدفعك للحفاظ على الإنسان كفر أي يدفعك لتحفظ نفسك
أما غريزة النوع فمنها الميل للجنس الآخر ومنها الأمومة و الأبوة وحب الولد وحب الوالدين
وأي مظهر يدفعك للحفاظ على الإنسان كنوع وليس كفرد
أما غريزة التقديس وتسمى أحيانا التدين وهي الدوافع التي تجعل الإنسان يسعى ليغطي عجزه بصفته إنسان
مثلا ميل الولد لأبيه أو أخيه الأكبر
ميل الضعيف للقوي وإعجابه بالأبطال
ميل الفقير للغني
وتثار هذه الغريزة عند الشعور بالعجز
فمثلا طفل أحاط به مجموعة أولاد يريدون ايذائه فرأهم كثرة ولا يستطيع مقاومتهم
فتجده أول ما يلمح رجلا قادم يركض باتجاهه ليحتمي به
هنا نقول أنه أثيرت غريزة التقديس و قام بإشباعها من خلال الاحتماء بمن يغطي عجزه في دفع الأولاد
الفرق بين الغرائز والحاجات العضوية أن عدم إشباعها لا يؤدي إلى الهلاك الحتمي وإنما عندما تثار ولا تُشبع تؤدي إلى اضطراب في نفسية الإنسان قد تفقده التركيز
لهذا رخص الشرع تأخير الصلاة إذا حضر الطعام والشخص جائع
ليس مطلوب من الإنسان أن يشبع غرائزه بأية وسيلة لأنها ليست حتمية وكذلك لا يجوز أن يكتمها لأنها ستؤدي إلى اضطراب مفسد
بل يجب عليه التقنين وإشباعها وفق ضوابط
وهذا من أكبر مقاصد التشريع الإسلامي حيث جاء لينظم حياة الإنسان فأحل له ما يشبع حاجاته العضوية
و نظم له إشباع غرائزه بحيث تؤدي إلى استقرار النفس مع الحفاظ على المصلحة العامة
فأحل الزواج وحرم الزنا
أحل التجارة وحرم الربا
أحل الإجارة وحرم السرقة
أحل التوالد وحرم التبني
أحل القيادة وحرم الاستعباد
أحل القوامة وحرم الظلم
وهكذا
نأتي إلى مسألة الأكل
الأكل صنفان صنف يندرج تحت الحاجات العضوية وهو الحاجة للطعام الذي يضمن بقاء الإنسان على قيد الحياة
و أكل يندرج تحت الغرائز و تحديدا تحت غريزة البقاء ومن مظاهرها التمتع والرفاهية و الشهوات التابعة لغريزة البقاء
مثل حب القناطير المقتطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث
ومنها شهوة الطعام
فالجائع جوعا شديدا لا يفكر بالاستمتاع فيبحث حتى عن ورق شجر ليأكله
أما إذا كان الجوع محمولا أو أنه ليس جائع وأثيرت غريزة البقاء من خلال مظهر شهوة الطعام كأن رأى صورة أو شم رائحة أو مر بجانب مطعم أو سمع باسم أكلة أو شراب يحبه
حينها يسعى لإشباع هذه الغريزة من خلال شراء حلوى لذيذة أو يطلب طبخة محددة من أهله أو أي شيء يسكت شهوته
بهذا التفريق
نقول أن الإنسان يجب أن يأكل ليعيش
و نقول مباح له أن يأكل ليستمتع
على أن يجتنب المحرمات
نأكل حتى نعيش
يعني لو وجد كبسولة تأخذها مرة في الاسبوع و ستشعر بالشبع و لن تحتاج الى الاكل او الشرب
فهل تفضلها على اكلتك المفضلة ؟
سؤال جيد، جعلني اتخيل.
لا طبعاً. قد اكون مخطئاً ولكن لا يقارن امر التفضيل على الثوابت. فمثلاً (إذا اضطررت للكبسولة تلك، سأستخدمها لانه امر ثابت يجب ان ااكل حتى اعيش) ولكن استخدامي لها لايعني ان افضلها على وجبتي المفضلة. فمثلاً فلان (المضطر لإستخدام دراجة للمواصلات) قد يحب دراجته ولكن منطقياً لايفضلها على السيارة الفارهة.
وهل من يقول: انا اعيش لكي ااكل (هل يعني ذلك ان لم تتوفر وجبتي المفضلة سيموت ! ولا يأكل تلك الكبسولة)
التعليقات