ماذا لو اختفت التقنية من حولك ؟!

تخيلت حياة أجمل وأبسط .. الحياة الاجتماعية ستتوطد داخل الأسرة الواحدة، وبين جيران الحي، علاقات إنسانية أكثر، صفاء ذهن و طمأنينة نفس .. حتى وصلت إلى غياب الغسالة، فرأيت حياة التعب و الشقاء!

غياب الغسالة تحديدا، سيترتب عليه أن يكون لكل فرد ثلاثة أثواب؛ ثوبٌ يُلبس وثوبٌ يغسل، وثالث للأعياد والمناسبات، والحمدلله على كل حال.

وقد تعود مهنة غسل الملابس للناس؟!

أعتقد أن هذا بالضبط هو سر شعبية مسلسلات البيئة الشامية القديمة (ليالي الصالحية)، (باب الحارة)... أن تتخيل الحياة الخام، حياة بلا تقنية :)

فعلتها مرة، لا إنترنت ولا هواتف، لشهر وكنت أشعر بالراحة، لكن ظروفي مختلفة عن الناس، أستطيع فعل ذلك مرة أخرى لو أردت، الناس لديهم مسؤوليات أكبر وربما ستكون مشكلة لهم ولغيرهم أن يتوقفوا عن استخدام التقنية.

بخصوص البنوك والبطاقات الائتمانية، التلفاز والميكروويف وغيرها من التقنيات، كل هذه في رأيي يمكن الاستغناء عنها، كثير من التقنيات غيرت المجتمعات وجعلت الناس ينسون أنهم عاشوا بدونها لقرون دون مشكلة والآن يتخيلون استحالة التخلي عنها لكن تجارب الناس حول العالم تثبت أنه بالإمكان التخلي عنها.

الغسالة من ناحية أخرى والثلاجة كذلك هي من التقنيات التي أجدهما مفيدتان أكثر من التقنيات في الفقرة السابقة، كلاهما يوفران الوقت والجهد بشكل كبير، أضيف لهما توفر الماء النظيف، المجاري، نظام جمع القمامة يتضمن نظاماً للحد من القمامة في الأساس وبالتالي لا حاجة لجمع القمامة إلا في حدها الأدنى، البيت المصمم ليتوافق مع البيئة المحلية، هذه التقنيات في رأيي مهمة وتحسن مستوى معيشة الإنسان، أما التلفاز فيمكن أن أضعه في قائمة لأجهزة الترف، أشياء لا يحتاجها الإنسان بل يريدها.

ظروف المجتمعات الحديثة جعلت الناس يظنون أن بعض التقنيات لا يمكن التخلي عنها، وبالتالي لو أعدنا تصميم أسلوب الحياة سنجد أن بعض التقنيات لا حاجة لها فعلياً، وهذا ما حدث لأفراد حول العالم، وبعضهم شكل أحياء صغيرة هدفها تبسيط الحياة وتخلوا عن تقنيات كثيرة، تقنيات الترف أعني.

لو اختفت التقنية سنعود الى الحياة التقليدية ويالها من حياة جميلة. في نظري مهما كبرت وتعقدت وأبدعت التقنية الحديثة لن تجاري جزءا ظئيلا مما أعده الله لنا.

جميع ما تعاني منه البشرية حاليا لن يكون موجود... لن تكون هناك أمراض، أوبئة، فساد، انحلال أخلاقي، عالم أول وعالم ثالث، ظلم، استعباد... والكثير

على فكرة هذا العام لدي بعض الانجازات ففي الأيام المقبلة ان شاء الله سوف أقفل مدة عام واحد بدون تلفاز ... أليس الأمر رائعا :)

كما ان الابتعاد عن الهاتف في نفس الخطة (لدي بضعة أشهر فقط)

ليتها تختفي.. حتى ندرك قيمة الوقت الذي نهدره عبثا معا هذه التقنيات معتقدين اننا بذلك نستغل ذلك الوقت

حصل لي مرة ان ذهبت لمسقط رأسي وهو عبارة عن قرية وأخذت معي هاتف عادي ﻻستقبال المكالمات و فقط

كانت من اثمر اﻻوقات و انفعها, قرابة الشهر, حتى اني لم اعد اهنم للواقع اﻻفتراضي مطلقا, بل اصبحت اكرهه لما رأيت صغار القرية مهووسين به,,

سأكرر التجربة ان شاء الله هذا الصيف.. كلي شوق لها,,

سوف يحدث هذا في الجزائر بعد نصف ساعة على ما أظن لأننا مقبلون غدا إن شاء الله على الإنتخابات الرئاسية

يمكنك الرجوع لمقالة محمد حبش في عالم التقنية وأنظر لتجربته الرائعة

ومن قال أن المواطن العربي في الأغلبية العظمى من أقطار العرب يستخدم التقنية بشكل يمكن أن يُسهّل حياته؟ لنكن واقعيين ولنقل أننا فشلنا حتى في (استهلاك التقنية) !

أغلب الموظفين في معظم المؤسسات الحكومية العربية ما زالوا يسنلمون رواتبهم من موظف صراف، وما زالت جبال المعاملات الورقية تملأ كل جانب في المؤسسات، وما زال قسم الأرشيف حافلاً بتلال من المعاملات الورقية والأشرطة الميكروفيلمية، بل وما زلت قد تراجع دائرة رسمية لأسابيع وأشهر لأجل ورقة ما ضائعة في معاملتك الحكومبة !

هذا مجرد مثال وغيره ألاف الأمثلة على على سوء استهلاكنا لتقنية لم نساهم في تطويرها بالأصل، فأصحبت التقنية عبارة عن هواتف وحاسبات وانترنت وغيره لمشاهدة المسلسلات والأفلام والبرامج الساخرة دونما استخدامها لتسهيل حياتنا بالفعل وإشعار المواطن العربي البسيط الجاهل تقنيًا بأن التقنية مفيدة بالفعل وأنها تستحق عناء أن يمجي أميته فيها.