لوحة جوهانس فيرمير الإنطباعي الفتاة ذو القرط اللؤلؤي بلا شك من اللوحات التي أُفضلها، و لسبب ما رغم أنها نجحت في أن تأسر اهتمام الفنانين العاملين بالسينما لدرجة إصدار فيلم مقتبس عنها بنفس العنوان، بعد أن سبق هذا تأليف ترايسي شيفلاير لرواية فانتازيا تاريخية ترتكز على اللوحة، رغم كل هذا لا زلت أجد أنها لم تجد مكاناً لها في قائمة اللوحات المشهورة.

تسميتها الثانية بـموناليزا الشمال تضعها في مقارنة مباشرة مع لوحة دافينشي الموناليزا/ الجيوكيندا، كلتا اللوحتين اعتمدتا على الخداع البصري في تقديم البورتريه، فعيون موناليزا دافينشي تبدو كأنها تتابعك حسب الطريقة التي تنظر بها إليها من الشمال لليمين أو العكس، في حين تبدو موناليزا فيرمير كأنها على وشك الحديث أو أنها أنهت حديثها بالفعل، و في نفس الوقت تجعل الرائي يشعر و كأنها تشيح بوجهها عنه.

المقارنة هذه رغم أنها غير عادلة حيث تنتمي كل لوحة إلى مذهب خاص مختلف ، من الصعب مقارنة الإنطباعية التي ترتكز على تقديم تأثير الضوء في العمل الفني أمام الكلاسيكية التي تنقل المشهد مباشرة كما هو دون تعديلات غالباً. هذا بالإضافة إلى إختلاف الحُقب التاريخية التي رسمت بها كل لوحة، أجد من الصعب التغاضي عن مهارة فيرمير في نقل المشاعر الإنسانية بهذه الطريقة الفذة، فتبدو فتاته كأنها واقعة في حيرة لا تعرف ماذا تفعل في حين تبدو موناليزا دافينشي و كأنها جافة جامدة بلا مشاعر إطلاقاً، الرائي لأعمال دافينشي سيعرف حتماً أن هذا ليس لقصور دافينشي عن هذا و لكن ربما هي سمة شخصية للمرأة ذاتها، و هنا بدأت أفكر كيف كان لدافينشي أن يحب أمرأة جافة كهذه أو أن تتعدى قيمتها ال800 مليون دولار حتى؟

الفتاة ذي القرط اللؤلؤي - جوهانس فيرمير.

الغنية عن التعريف، موناليزا - ليوناردو دافينشي.


https://en.wikipedia.org/wi...